تقاريرحقائق

الابتكار في الطاقة: حجر الأساس لبناء مستقبل مستدام

في سباق التحول نحو الطاقة النظيفة، لا شيء يسبق الابتكار. فالعالم لا يعيد فقط تصميم منظومته الطاقية، بل يعيد اختراعها. وفي تقريرها الجديد “حالة الابتكار في الطاقة” الصادر في أبريل 2025، ترسم وكالة الطاقة الدولية (IEA) خريطة دقيقة لمعادلة المستقبل: حيث تلتقي البحوث، الاستثمارات، السياسات، والتقنيات في نقطة انطلاق واحدة – الابتكار.

فما الذي تحقق خلال السنوات الأخيرة؟ وما هي الفرص والتحديات التي ترسم مستقبل الابتكار في الطاقة؟ هذا ما نكشفه في هذا العرض التحليلي لمخرجات التقرير العالمي الصادر عن الوكالة.

الابتكار: حجر الأساس في معمار الطاقة المستقبلية

لطالما لعب الابتكار دورًا محوريًا في تطور منظومات الطاقة، من اختراع أول محرك بخاري في القرن السابع عشر إلى ثورة الخلايا الشمسية والبطاريات الحديثة. واليوم، يعدّ الابتكار القاعدة الأساسية في بناء مستقبل طاقي أكثر أمانًا واستدامةً وتكلفة معقولة.

كيف تدفع المعرفة التقنية عجلة التغيير؟

منذ خمسين عامًا، تقود وكالة الطاقة الدولية جهودًا عالمية لتنسيق وتبادل المعرفة في مجال تقنيات الطاقة، من خلال منتدى الابتكار الطاقي وبرامج التعاون الفني. وتوفر الوكالة قواعد بيانات وتحليلات شاملة تدعم صناع السياسات، الباحثين، الشركات الناشئة، والمستثمرين في اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على الأدلة.

وفي أبريل 2025، أصدرت الوكالة تقريرها الجديد “حالة الابتكار في الطاقة”، والذي يمثل تقييمًا شاملاً قائمًا على البيانات لتطور الابتكار الطاقي عالميًا.

طفرات الإنفاق البحثي… من مختبرات الحكومات إلى الشركات الناشئة

شهد العالم خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا مطردًا في الإنفاق على البحث والتطوير (R&D) في قطاع الطاقة، بمعدل نمو سنوي قدره 6%. وتشير التقديرات إلى أن الإنفاق العام العالمي بلغ مستوى قياسيًا بنحو 50 مليار دولار سنويًا.

ورغم أن دول وكالة الطاقة الدولية تنفق حاليًا نحو 0.04% من الناتج المحلي الإجمالي على البحث والتطوير – أي أقل من مستويات أزمات السبعينيات (0.1%) – فإن ما يقارب 60% من هذا التمويل يُوجَّه إلى ثلاث أولويات: كفاءة الطاقة، الطاقة النووية، والطاقة المتجددة.

IEA Member country public spending on energy R&D as a share of GDP, 1975-2023

رأس المال المغامر في مفترق طرق: فرص واعدة أم إشارات تباطؤ؟

ما بين عامي 2015 و2022، شهد تمويل رأس المال المغامر لتقنيات الطاقة نموًا بأكثر من ستة أضعاف، ليصل إلى مستويات تقارب حجم الإنفاق العام العالمي. وقد دعمت هذه القفزة نحو 1,800 شركة ناشئة تعمل في تطوير تقنيات منخفضة الانبعاثات. لكن منذ عام 2023، بدأ هذا الزخم يتراجع، حيث انخفض التمويل بأكثر من 20% نتيجة تشديد الأوضاع المالية عالميًا، مما يهدد استمرارية المشاريع ذات النطاق التجريبي أو الصناعي الكبير.

Energy venture capital funding by technology area, 2010-2024

من يقود الابتكار الطاقي عالميًا؟ خريطة متغيرة بسرعة

لطالما تصدرت الولايات المتحدة واليابان وأوروبا مشهد الابتكار الطاقي. لكن اليوم، أصبحت الصين القوة العالمية الأولى في تسجيل براءات الاختراع المتعلقة بالطاقة، متجاوزة جميع الدول الأخرى منذ عام 2021.

وفي عام 2022، كانت أكثر من 95% من براءات الاختراع الصينية مرتبطة بتقنيات منخفضة الانبعاثات. وعلى الصعيد العالمي، بلغ عدد براءات الاختراع لهذه التقنيات بين 2000 و2022 أربعة أضعاف ونصف براءات تقنيات الوقود الأحفوري.

📚  للقراءة الكاملة:

يمكنكم الاطلاع على التقرير الأصلي باللغة الإنجليزية مباشرة على موقع وكالة الطاقة الدولية عبر الرابط

 

م. نادية مهدي

مهندسة كهرباء. خبيرة معتمدة من مؤسسة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في إدارة أنظمة الطاقة، حاصلة على درجة الماجستير في هندسة الكهرباء، أسعى لنشر الوعي وإثراء المحتوى المتخصص في مجال كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري