أخبار

سياسة عُمان للطاقة الخضراء تُحفّز التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون

 

أصدرت وزارة الطاقة والمعادن مؤخرًا سياسةً رئيسيةً تُمكّن من التوليد الذاتي والبيع المباشر للكهرباء من مصادر متجددة، ووُصفت بأنها مُحفّز استراتيجي في تحوّل عُمان نحو مستقبل منخفض الكربون.

وأشاد المهندس محسن الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن، باللائحة التنظيمية، المعنونة “سياسة استخدام الطاقة المتجددة للتوليد الذاتي والبيع المباشر للكهرباء”، ووصفها بأنها “خطوة استراتيجية لتسريع تحوّل قطاع الطاقة وتعزيز مساهمات المصادر المتجددة في مزيج الطاقة الوطني”.

وفي مقابلة نُشرت في “الثروة”، النشرة الشهرية للوزارة، يُمثّل الحضرمي جهدًا جريئًا من جانب الحكومة لزيادة تحرير سوق الكهرباء في عُمان. بموجب هذه السياسة، يُمكن لمُولّدي الطاقة المؤهلين بيع إنتاجهم من مصادر الطاقة المتجددة، وخاصةً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مباشرةً إلى المستهلكين المؤهلين (وهم عادةً كيانات صناعية وتجارية كبيرة)، دون الحاجة إلى التعامل مع المُشتري الوحيد في البلاد، شركة نماء لشراء الطاقة والمياه. تُحدد السياسة إطارًا تنظيميًا يُنظّم نقل الكهرباء عبر الشبكة الوطنية، مما يضمن الاستقرار والكفاءة التشغيلية.

ومن المهم أن تُحدّد السياسة مسارًا واضحًا للمستخدمين الصغار، ولا سيما المنازل والمزارع، للتفكير في التوليد الذاتي لتلبية احتياجاتهم الفردية من الطاقة. كما يُمكن استثمار أي فائض من الطاقة المُولّدة.

بالنسبة للمستثمرين والمُطوّرين، تُتيح هذه السياسة إمكانية إبرام عقود مباشرة مع المستهلكين – وهو تحوّل نموذجي يُتوقع أن يُحفّز الابتكار ويُؤدي إلى نماذج أعمال جديدة في مجال الطاقة.

وقال وكيل الوزارة: “من منظور استثماري، تُمثّل هذه السياسة فرصة ذهبية لجذب رأس المال الأجنبي والمحلي، حيث تُوفّر سلطنة عُمان بيئة تشريعية شفافة وحوافز استثمارية قوية”.

يتوافق هذا التوافق الاستراتيجي مع رؤية عُمان 2040، التي تحدد أهدافًا لتوليد ما بين 30% و40% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وزيادتها إلى 60% و70% بحلول عام 2040. وتتماشى هذه الجهود مع المساعي العالمية للحد من انبعاثات الكربون، وكذلك مع رؤية السلطنة لزيادة حصة الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن تُحفّز هذه السياسة، وفقًا للمسؤول، موجةً من الاستثمارات الصناعية والتكنولوجية. كما أنها تُبشّر بفتح آفاق جديدة للشركات المحلية في قطاعات مثل تصنيع الألواح الشمسية، وتخزين الطاقة، وتطوير التكنولوجيا الخضراء. ويُعدُّ خلق هذه القيمة المحلية أمرًا بالغ الأهمية لاستراتيجية التنويع الاقتصادي الأوسع في عُمان، مما يُقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري مع رعاية اقتصاد أخضر محلي.

في جوهرها، تُمثل هذه السياسة خطوةً استراتيجيةً نحو اقتصاد مستدام ومنخفض الكربون، نحو نموذج اقتصادي مستدام ومنخفض الكربون، تتكامل فيه الضرورات البيئية بسلاسة مع سُبُل الاستثمار، كل ذلك في إطار رؤية وطنية طموحة تستشرف مستقبلًا أخضر ومزدهرًا.

وأضاف في الختام أن هذه السياسة تُرسّخ مكانة عُمان كمركزٍ رئيسيٍّ في مستقبل الطاقة الخضراء في المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري