أخبار

وزير مصري يدعو إلى شراكات أقوى بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التحول الأخضر العربي

دعت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، إلى تعميق التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص في جميع أنحاء العالم العربي لتسريع انتقال المنطقة إلى اقتصاد أخضر، محذرة من أن الصراعات المستمرة يجب ألا تحجب تحديات الاستدامة الملحة، مثل الأمن الغذائي والمائي.

وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمعرض العربي للاستدامة، الذي عُقد في القاهرة في الفترة من 18 إلى 20 مايو/أيار، أكدت فؤاد أن هذا التجمع يمثل أكثر من مجرد منصة رقمية أو جهد مؤسسي. وقالت: “هذه إشارة قوية على أن الطموح العربي لمستقبل أفضل لا يزال حيًا”.

وجمع هذا الحدث، الذي عُقد تحت رعاية جامعة الدول العربية ونظمه ائتلاف شركاء الاستدامة، قادة الحكومات وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص والمنظمات الدولية لتعزيز التكامل الإقليمي في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وأشارت فؤاد إلى أن “الاستدامة لا تقتصر على الجوانب البيئية فحسب، بل تشمل أيضًا دمج الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية”، مسلطةً الضوء على كيفية تأثير الرقمنة السريعة وآثار تغير المناخ بشكل غير متناسب على المجتمعات الضعيفة.

وأكدت على ضرورة مواءمة الأهداف البيئية مع الحوافز الاقتصادية لجذب الاستثمار الخاص. واستشهدت فؤاد بقانون الاستثمار المصري المُحدّث، الذي يُقدّم حوافز مُوجّهة عبر أربعة قطاعات خضراء رئيسية: الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، وإدارة النفايات، وبدائل الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام.

خلال جلسة نقاش بعنوان “شراكات فعّالة من أجل مستقبل مستدام”، دعت فؤاد إلى تذليل العقبات البيروقراطية وإعادة تعريف البيئة كفرصة استثمارية. وأشارت إلى قطاع الطاقة المتجددة في مصر كنموذج للنجاح، مُشيرةً إلى تطبيق تعريفات التغذية الكهربائية في عام ٢٠١٥ والتعديلات التنظيمية اللاحقة التي عززت مشاركة القطاع الخاص.

كما شرحت فؤاد بالتفصيل التقدم الذي أحرزته مصر في تأمين تمويل المناخ، حيث تم حشد ٤٧٠ مليون دولار أمريكي لمشاريع الطاقة النظيفة من خلال آليات عالمية مثل صندوق المناخ الأخضر، وصندوق التكيف، ومرفق البيئة العالمي.

لتبسيط الاستثمارات الخضراء، أنشأت وزارة البيئة وحدة مُخصصة للاستثمار البيئي والمناخي للتنسيق بين مصادر التمويل والجهات المعنية. أطلقت الوزارة أيضًا منصة وطنية للاستثمار في المناخ، تُسلّط الضوء على 62 فرصة مشروع تشمل مبادرات صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم، بالشراكة مع البنوك المحلية.

وأشارت فؤاد إلى أن مبادرة مصر الأولى لتمويل المناخ، التي أُطلقت عام 2019، قدّمت دعمًا فنيًا من خلال البنك المركزي المصري لتدريب البنوك المحلية على التمييز بين التنمية المستدامة والاستثمارات المتعلقة بالمناخ.

وأضافت أن الاستراتيجية الوطنية للمناخ في مصر حتى عام 2050، وخطة العمل المقابلة لها لعام 2030، تُعطيان الأولوية للمشاريع المتكاملة في مجالات الطاقة والمياه والزراعة، لتعزيز المرونة وجذب التمويل المختلط.

ويُمثّل المعرض العربي للاستدامة منصة إقليمية لعرض الحلول المبتكرة وأفضل الممارسات في مجال التقنيات الخضراء، والحوكمة البيئية، والتنمية الشاملة. ويشارك في المنتدى وزراء عرب، ومؤسسات مالية كبرى، وشركات رائدة من مصر والأردن ودول الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري