مصر تُطلق حملة للحد من تلوث البلاستيك أحادي الاستخدام

أطلقت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، يوم الأحد حملة توعية وطنية بعنوان “قلّل من استهلاكه” لمكافحة تلوث البلاستيك أحادي الاستخدام، بالتزامن مع يوم البيئة العالمي 2025 وشعاره العالمي “التغلب على تلوث البلاستيك”.
تهدف هذه المبادرة، التي تدعمها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) وحكومة اليابان، إلى الحد من الأثر البيئي للبلاستيك أحادي الاستخدام وتعزيز البدائل المستدامة في جميع أنحاء البلاد.
شهد حفل إطلاق الحملة، الذي عُقد في القاهرة، حضور كبار ممثلي الحكومة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وكان من بين الحضور سفير اليابان لدى مصر، أوكا هيروشي، والمدير الإقليمي لليونيدو، باتريك جيلابرت، وقادة الصناعة، ومسؤولون من وزارة البيئة وهيئات إدارة النفايات.
شكرت الوزيرة فؤاد الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المتواصل للجهود البيئية المصرية، واصفةً تأييده للاستراتيجية الوطنية للحد من البلاستيك بأنه “حجر الزاوية” في الأجندة البيئية الأوسع للبلاد.
وأكدت أن الحملة تستند إلى مبادرة متعددة السنوات لوضع معايير لبدائل البلاستيك، بما يحقق التوازن بين مصالح المصنّعين والمستهلكين. وقالت فؤاد، في إشارة إلى المفاوضات الحالية التي يقودها برنامج الأمم المتحدة للبيئة: “نحن نحوّل التركيز من الحظر إلى التخفيض التدريجي – لا سيما تحسبًا لاتفاقية عالمية مستقبلية ملزمة قانونًا بشأن تلوث البلاستيك”.
وحددت فؤاد المزايا الاقتصادية والبيئية للحد من استخدام البلاستيك، بما في ذلك انخفاض تكاليف استيراد المواد الخام، وخفض نفقات الإنتاج، والفرص الجديدة للصناعات المحلية لتطوير بدائل صديقة للبيئة. كما أشارت إلى مخاطر صحية وبيئية جسيمة – مستشهدةً بالأضرار البحرية والحيوانية التي لوحظت في محميات جنوب البحر الأحمر في مصر.
وأشارت إلى أن التحول إلى بدائل مستدامة يتطلب تكنولوجيا حديثة، ووضوحًا تنظيميًا، وعمالة ماهرة – وكل ذلك مدعوم بقانون الاستثمار المصري الجديد، الذي يُعطي الأولوية للصناعات الخضراء مثل بدائل البلاستيك.
وأشاد سفير اليابان، فوميو إيواي، بالحملة باعتبارها استمرارًا لاتفاقية عام 2019 بين الرئيس السيسي والحكومة اليابانية، مؤكدًا دعم اليابان للشركات الصغيرة والمتوسطة في تبني ممارسات أكثر مراعاةً للبيئة. وقال: “نعتقد أن هذا الجهد سيساعد في ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار البيئي والاستدامة”.
وأكد باتريك جيلابرت، من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، هذا الرأي، موضحًا أن الحملة جزء من مشروع أوسع نطاقًا لترسيخ مبادئ الاقتصاد الدائري ضمن سلسلة قيمة البلاستيك في مصر. وتهدف هذه المبادرة، الممولة من اليابان، إلى تقليل استهلاك البلاستيك، وزيادة الوعي، وتعزيز القدرات التقنية للشركات المحلية.
أشار جيلابرت إلى أن اليونيدو تدعم حاليًا 23 مشروعًا بيئيًا في مصر بقيمة تقارب 3.5 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى 4.6 مليار دولار أمريكي مُخطط لها في إطار رؤية مصر 2030.
عُرضت خلال الفعالية أفلام قصيرة تُسلّط الضوء على مخاطر البلاستيك أحادي الاستخدام وأهداف حملة “قلّل من استهلاكه”. وتلا ذلك حلقة نقاشية ركّزت على النهج التنظيمي وممارسات الاقتصاد الدائري في صناعة البلاستيك في مصر.
تُشكّل الحملة جزءًا من الاستراتيجية الوطنية الأوسع لمصر للتخلص التدريجي من المنتجات البلاستيكية الضارة، وهي جزء لا يتجزأ من مشروع “تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري في سلسلة قيمة البلاستيك أحادي الاستخدام”، الذي تُنفّذه اليونيدو بالاشتراك مع الحكومة اليابانية.
ويُشير المسؤولون إلى أنه من المتوقع أن تُخفّض المبادرة الطلب على البلاستيك الخام من خلال الترويج للبدائل القابلة لإعادة الاستخدام، مما يُساعد على خفض انبعاثات الكربون، والحد من التدهور البيئي، وتحسين الصحة العامة. كما تهدف إلى تحفيز نمو الصناعة الخضراء، وخلق فرص عمل في مجال إعادة التدوير والتصنيع المستدام، وتقليل اعتماد مصر على المواد المستوردة.
وفي الختام، شكرت الوزيرة فؤاد الشركاء الرئيسيين، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، والبنك الدولي، والسفارة اليابانية، والمشرعين المصريين، ومنظمات المجتمع المدني، على دعمهم. وأكدت التزامها بدعم أولويات المناخ والاستدامة في أفريقيا خلال توليها منصبها المقبل كأمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.