أدخلت الصين تغييرات في السياسة تهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة في الصناعات الرئيسية، وفقًا لخطط حكومية، وتعكس هذه التدابير الجهود التي تبذلها الصين للحد من انبعاثات الكربون مع الحفاظ على النمو الاقتصادي.
فأولاً، قامت الحكومية الصينية بتخفيف القيود المفروضة على منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة. تسمح السياسة الجديدة الموضحة في خطة عمل الحكومة بتقليص ما يصل إلى 10% في المناطق ذات ظروف الموارد المواتية.
الفكرة وراء هذا التغيير هي تخفيف ازدحام الشبكة وتمكين المزيد من مشاريع الطاقة المتجددة في المناطق التي كانت تعتبر مكتظة في السابق. ومع ذلك، قد يؤثر هذا التعديل على ربحية محطات الطاقة المتجددة، حيث أن زيادة التقليص يعني احتمال انقطاع المزيد من الطاقة المولدة.
مع رؤية بعض المناطق أن قدرة الطاقة المتجددة تفوق قدرة نظام التوزيع والبطاريات على استخدام الطاقة أو تخزينها، يقدر الخبراء أن نسبة التقليص الجديدة يمكن أن تسهل 30 جيجاوات إضافية من القدرة الشمسية.
شهدت الصين ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات التقليص هذا العام، بعد منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي حطمت الأرقام القياسية في عام 2023. ومن المتوقع أن تعود حدود التقليص المخففة بالنفع على الشركات المصنعة التي واجهت حرب أسعار بسبب الطاقة الإنتاجية الزائدة.
وتؤكد خطة عمل مجلس الدولة لعامي 2024 و2025 على نشر قدرات إنتاجية جديدة للمعادن مثل السيليكون والحاجة إلى معايير أعلى في تصنيع بطاريات البولي سيليكون والليثيوم الجديدة.
تستهدف الخطة ما لا يقل عن 40 جيجاوات من تخزين الطاقة الجديدة، وخاصة تخزين البطاريات، بحلول نهاية عام 2025، بزيادة قدرها 33٪ عن الهدف السابق اعتبارًا من الربع الأول من عام 2024. وتهدف الحكومة أيضًا إلى رفع القيود المفروضة على شراء مركبات الطاقة الجديدة تدريجيًا على مستوى البلاد وتنفيذ السياسات الداعمة.
وفي الوقت نفسه، تهدف الصين إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصناعات الرئيسية بنحو 1% من الإجمالي الوطني لعام 2023. وهذا جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز كفاءة الطاقة في قطاعي إنتاج الصلب والنقل.
وقد حددت الحكومة المركزية هدفا لخفض استهلاك الطاقة في الاقتصاد بنسبة 2.5% لكل وحدة من نمو الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024. وسيتطلب تحقيق هذا إدخال تحسينات في الصناعات بما في ذلك مواد البناء والبتروكيماويات.
وعلى الرغم من فشلها في تحقيق هدف كثافة الطاقة في العام الماضي، إلا أن الحكومة تواصل التأكيد على تحركها نحو تحقيق التوازن بين خفض الانبعاثات وتعزيز النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن هدف الصين المتمثل في زيادة النمو الاقتصادي وتحسين مستوى معيشتها يتعارض في كثير من الأحيان مع أهدافها البيئية.
وتؤكد خطة العمل من جديد هدف البلاد المتمثل في أن تشكل مصادر الطاقة غير الأحفورية حوالي 20% من إجمالي استخدام الطاقة في الصين بحلول عام 2025 (ارتفاعاً بحوالي 18.9%)، من خلال مجمعات الطاقة المتجددة واسعة النطاق وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة.