الإستدامةتقارير

المملكة المتحدة في سباق مع الزمن لتحقيق أهداف صافي الصفر لعامي 2030 و2050

على الرغم من كونها رائدة في مجال تحول الطاقة، تواجه المملكة المتحدة تحديات جسيمة في تحقيق أهدافها الطموحة المتعلقة بصافي الانبعاثات الصفرية لعامي 2030 و2050. في تقرير حديث، سلطت لجنة تغير المناخ (CCC) الضوء على هذه الفجوات الهائلة في الخطط الحالية لتحقيق هذه الأهداف.

منذ عام 1990، حققت المملكة المتحدة تقدماً كبيراً، حيث خفضت انبعاثاتها بنسبة 48٪ حتى عام 2021. وكانت أول دولة في مجموعة السبع توقع على قانون صافي انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050، وتقوم بإزالة الكربون بشكل أسرع من أي دولة أخرى في المجموعة. ومع ذلك، فإن الطريق إلى تحقيق أهداف 2030 يبدو مملوءًا بالتحديات، حيث أن ثلث تخفيضات الانبعاثات اللازمة لهذا الهدف فقط مدعومة بخطط موثوقة.

القطاع الأكثر تحديًا: الطاقة

يعتبر قطاع الطاقة من أكبر التحديات التي تواجه المملكة المتحدة. ووفقاً لتقرير CCC، تحتاج البلاد إلى زيادة ثلاثة أضعاف في منشآت طاقة الرياح البحرية وخمسة أضعاف في منشآت الطاقة الشمسية بحلول عام 2030. يذكر كريج جونز، المدير التنفيذي لتحول الطاقة في شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا، “نحن نرحب بتوصيات اللجنة التي تشمل تسريع وتيرة نشر التكنولوجيا النظيفة، وإزالة حواجز التخطيط، وتعزيز المهارات. ليس هناك مجال لتضييع الوقت.”

النقل والبنية التحتية

كما يحتاج قطاع النقل إلى تقدم سريع، حيث يجب أن تقفز حصة سوق السيارات الكهربائية من 16.5٪ إلى ما يقرب من 100٪. بالإضافة إلى ذلك، تساهم إزالة الكربون من المباني والصناعة والزراعة بشكل كبير في تحقيق الأهداف الصافية الصفرية.

التحديات السياسية

أحد أكبر العوائق التي تواجه المملكة المتحدة هو التراجع في السياسات الحكومية السابقة. وقد أدى هذا التراجع إلى زيادة الفجوة بين الخطط والأهداف. تحث لجنة تغير المناخ الحكومة الجديدة على اتخاذ إجراءات سياسية عاجلة وواضحة لتحقيق التحول إلى الصفر الصافي. يضيف ديفيد هوكس، المدير المساعد المؤقت للسياسة في معهد المهندسين المدنيين، “التأخيرات والتراجعات والخطط غير المتسقة أعاقت تقدم المملكة المتحدة في إزالة الكربون.”

توصيات لجنة تغير المناخ

قدمت لجنة تغير المناخ مجموعة من التوصيات لاستعادة الزخم نحو تحقيق الأهداف الصافية الصفرية. من بين هذه التوصيات تسريع وتيرة نشر السيارات الكهربائية، وتحسين البنية التحتية للطاقة النظيفة، وتكييف البنية التحتية الحالية لتلبية متطلبات تغير المناخ.

يؤكد البروفيسور بيرس فورستر، الرئيس المؤقت للجنة تغير المناخ، “إن هدف خفض الانبعاثات لعام 2030 معرض للخطر. لدى الحكومة الجديدة فرصة لتصحيح المسار، ولكن يجب أن يتم ذلك بشكل عاجل للتعويض عن الوقت الضائع. الانتقال إلى صافي الصفر يمكن أن يؤدي إلى استثمارات جديدة، وخفض الفواتير، وأمن الطاقة، مما يساعد المملكة المتحدة على الحفاظ على مكانتها على المسرح العالمي.”

تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية لعامي 2030 و2050 ليس مجرد تحدٍ بل هو فرصة للمملكة المتحدة لتكون في طليعة القيادة العالمية في مجال المناخ والطاقة المتجددة. يتطلب الأمر التزاماً قوياً وخططاً واضحة ودعماً سياسياً مستمراً لضمان تحقيق هذه الأهداف التي ستفيد الأجيال القادمة.

 

م. نادية مهدي

مهندسة كهرباء. خبيرة معتمدة من مؤسسة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في إدارة أنظمة الطاقة، حاصلة على درجة الماجستير في هندسة الكهرباء، أسعى لنشر الوعي وإثراء المحتوى المتخصص في مجال كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري