
قفزة غير مسبوقة: 585 جيجاواط إضافية تدفع الطاقة المتجددة إلى آفاق جديدة
شهد عام 2024 طفرة نوعية في نمو الطاقة المتجددة، حيث وصلت القدرة المركبة العالمية إلى 4,448 جيجاواط، بزيادة قدرها 585 جيجاواط مقارنة بالعام السابق، بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)
ويمثل هذا النمو 92.5% من إجمالي التوسعة الكهربائية العالمية، في إشارة واضحة إلى التحول المتسارع نحو مصادر الطاقة النظيفة.
نمو قياسي في قدرات الطاقة المتجددة العالمية عام 2024
كشفت أحدث البيانات عن تحقيق قطاع الطاقة المتجددة نقلة نوعية خلال عام 2024، حيث بلغت القدرة الإجمالية العالمية 4448 جيجاواط، تمثل 46.4% من إجمالي القدرة الكهربائية العالمية. وسجلت مصادر الطاقة المتغيرة (الشمسية والرياح) حصة كبيرة بلغت 31.3% من هذه القدرة.
تصدرت الطاقة الشمسية المشهد بقدرة مركبة بلغت 1865 جيجاواط، تليها الطاقة الكهرومائية (1283 جيجاواط) ثم طاقة الرياح (1133 جيجاواط). كما سجلت مصادر أخرى نمواً ملحوظاً، حيث وصلت قدرة طاقة الكتلة الحيوية إلى 151 جيجاواط، بينما بلغت القدرة الجيوحرارية 15 جيجاواط، في حين ظلت طاقة المحيطات متواضعة عند 1 جيجاواط فقط.
ويظهر التقرير نمواً سنوياً ملموساً في القطاع بنسبة 15.1% للطاقة المتجددة عموماً، و23.2% لمصادر الطاقة المتغيرة تحديداً. ومع ذلك، لا يزال العالم بحاجة إلى مضاعفة الجهود لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في الوصول إلى 11.17 تيراواط بحلول 2030، حيث يتطلب ذلك إضافة 6.72 تيراواط خلال السنوات الست المقبلة.

الطاقة الشمسية تتصدر المشهد العالمي بإضافات قياسية
اللافت أن الطاقة الشمسية وحدها ساهمت بإضافة 452 جيجاواط خلال العام، ما يعادل أكثر من ثلاثة أرباع النمو الكلي، تلتها طاقة الرياح بـ113 جيجاواط.
بهذا، أصبحت الطاقة الشمسية المحرك الأساسي للانتقال الطاقي العالمي، مدعومة بتراجع تكاليف التكنولوجيا وتسارع وتيرة النشر.
آسيا تقود التحول العالمي… والصين في المقدمة
استأثرت آسيا بحصة الأسد من النمو بنسبة 53.6% من القدرة المتجددة العالمية، فيما أضافت الصين وحدها 373.6 جيجاواط – أي نحو 64% من الإضافات الجديدة عالمياً.
في المقابل، سجلت أوروبا 70 جيجاواط إضافية بقيادة ألمانيا (18.8 جيجاواط)، بينما أحرزت الولايات المتحدة نمواً قوياً في الطاقة الشمسية بنسبة 54% مقارنة بـ2023.
اختلال التوازن الجغرافي يهدد تحقيق أهداف 2030
رغم هذا التقدم، لا يزال التوزيع الجغرافي غير متوازن، حيث لم تتجاوز إضافات أفريقيا 4.2 جيجاواط، بينما أضاف الشرق الأوسط 3.3 جيجاواط فقط.
ويسلط التقرير الضوء على هذه الفجوة باعتبارها أحد أكبر التحديات أمام تحقيق هدف تثليث القدرة المركبة إلى 11.2 تيراواط بحلول 2030.
الوقت ينفد: مطلوب نمو بنسبة 16.6% سنوياً
يشير التقرير إلى أن وتيرة النمو الحالية (15.1%) غير كافية، ويجب تسريعها إلى 16.6% سنوياً حتى عام 2030.
ذلك يتطلب تغييراً في السياسات والاستثمارات، إلى جانب تعزيز القدرات المؤسسية والتنظيمية في الدول النامية.
توصيات استراتيجية لسد الفجوة وتسريع التحول
لتحقيق أهداف 2030، يوصي التقرير بما يلي:
- ضخ استثمارات قوية في البنية التحتية للطاقة بالدول النامية
- تبسيط إجراءات الترخيص وتسريع الموافقات للمشاريع المتجددة
- تعزيز التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا إلى الجنوب العالمي
- توسيع نطاق التعاون الإقليمي في إنتاج وتبادل الطاقة
🧭 خلاصة: نجاحات مشجعة… لكن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد
بينما تمثل هذه الأرقام دليلاً على جدوى وجدّية التحول نحو الطاقة النظيفة، يؤكد التقرير أن الطريق ما زال طويلاً أمام العالم لبلوغ الحياد الكربوني.
الانتقال الطاقي لم يعد خياراً، بل ضرورة استراتيجية لأمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والعدالة المناخية.
📄 للاطلاع على التقرير الكامل الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، يمكن زيارة الرابط