أخبارتقاريرتقنيات اخرى

الطاقة المتجددة والربط الكهربائي العربي حلم بدأ يتحقق!

يعد مشروع الربط الكهربائي المصري - الأردني - العراقي ، الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا في بغداد ، من أهم المشاريع الإستراتيجية طويلة المدى التي لن تعود بالنفع على هذه الدول فحسب ، بل المنطقة العربية ككل.

إن مشروع الربط الكهربائي المصري – الأردني – العراقي ، الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا في بغداد يعد من أهم المشاريع الإستراتيجية طويلة المدى التي لن تعود بالنفع على هذه الدول فحسب ، بل المنطقة العربية ككل. كونه مكون أساسي لمشروع الربط الكهربائي الثماني.

لذلك سنناقش هذا الموضوع بالتفصيل في هذه المقالة لما له من أهمية كبيرة في نجاح مشاريع الطاقة المتجددة في العالم العربي في المستقبل.

كانت و مازالت مسألة الربط الكهربائي بين الدول العربية من أحد أهم المشاريع الاقتصادية التكاملية العربية منذ سنوات عديدة. ولعل توجه الدول العربية نحو الطاقة المتجددة سيعجل في إنجاز هذا الحلم كونه أحد أهم العوامل المساعدة لنجاح مشاريع الطاقة المتجددة في الوطن العربي بالوصول إلى نسب توليد عالية من محطات الطاقة المتجددة في منظومات التوليد.

إن الربط العربي مازال له عدة تحديات و في نفس الوقت له كذلك فرص ذهبية كونه من أهم العوامل المباشرة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الـدول العربية كافة.

أولت معظم الدول حول العالم اهتماماً كبيرا بمشاريع الربط الكهربائي كونه عادة يعزز من توفير الكهرباء لكافة المستهلكين في مختلف القطاعات السكنية والتجارية والصناعية بأسعار مناسبة مما يساهم في نمو هذه القطاعات على مختلف الأصعدة. كما يمنح الربط الكهربائي الاستعانة بقدرات التوليد الفائضة أو الرخيصة في البلد المجاور ليتم استغلاله كإحتياطي للبلدان الأخرى في حالة حدوث أي مشاكل أو عجز في منظومة التوليد. ولكن مؤخرا زاد اهتمام الدول الذي بدأت برفع إنتاجيتها من الكهرباء بمحطات الطاقة المتجددة بالربط الكهربائي مع الدول المجاورة لضمان توفير الكهرباء واستغلال فارق الطلب والاستهلاك ومعالجة عدم استمرارية إنتاج الكهرباء بمصادر الطاقة المتجددة في الظروف المناخية المتقلبة والمفاجأة.

فلهذه الأسباب بدأت كثير من الدول العربية مؤخرا بإعطاء اهتمام خاص لهذا الموضوع. وقد نتج عن هذا الاهتمام المشترك ثلاثة مشاريع كبرى لربط الكهرباء في العالم العربي :المشرق العربي، المغرب العربي والخليج العربي . فعلى سبيل المثال مشروع الربط الكهربائي الثماني والذي يهدف إلى ربط الشبكات الكهربائية في كل من مصر، سوريا، العراق، الأردن، لبنان، ليبيا، فلسطين وتركيا. والذي بدأت خطواته الأولى في التسعينات ولكنه واجه كثير من التحديات الأمر الذي جعله يتعثر لعدة مرات.

 شركة الكهرباء الوطنية الأردنية  ©

مخطط لربط الكهربائي بين دول المشرق العربي (الربط الثماني).

و بالرغم من التحديات لهذه المشاريع بدأت مؤخرا بعض الدول في المشروع الثماني بخطوات جادة لإنجاح هذه المشاريع وآخرها كانت في الأسبوع الماضي وهو الاتفاق المشترك بين كل مصر والأردن والعراق والذي تم في بغداد. والذي تضمن عدة مواضيع في هذا السياق وهي تصدير 1000 ج.و/ساعة سنوياً من الأردن إلى العراق.

لماذا مشروع الربط في المشرق العربي هو الفيصل لنجاح ربط العالم العربي بأوروبا؟

يوجد كثير من المشاريع والدراسات لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة و توليدها إلى أوروبا ولكن هذا يعتمد بشكل كبير على نجاح الربط العربي قبل كل شيء. فلذلك نجاح مشروع الربط الثماني أو الربط في المشرق العربي يمثل حلقة الوصل الوحيدة لنجاح الربط بين الخليج العربي من جانب و دول المغرب العربي من جانب آخر. ولهذا هو الطريق الوحيد لربط الخليج العربي بأوروبا وتنفيذ المشاريع العملاقة في هذه المنطقة. وفي الصور التالية يتضح مخطط الربط العربي لكل من هذه المشاريع والذي من المفترض أن يساهم في إنجاحها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي©

مخطط لربط الكهربائي بين دول الخليج

ربط المغرب بأسبانيا ساهم بشكل كبير في نجاح المغرب في الطاقة المتجددة.

في بداية الأمر كانت المغرب تعاني من نقص في الكهرباء ولكن بعد الربط مع أسبانيا عبر كابلان بحريان قدرة نقل كلا منهما 700 ميجاوات والتي تربط الشبكة المغربية بالشبكة الأسبانية على الجهد 400 ك.ف حلت مشكلة الكهرباء في المغرب إلى حد كبير. حيث لعب هذا الربط حتى عام 2016 بصفة أساسية لتصدير الطاقة كهربائية من الشبكة الأسبانية إلى الشبكة المغربية لتغطية العجز في التوليد في الشبكة المغربية و لزيادة اتزانها نتيجة لربطها بالشبكة الأوروبية. لكن نتيجة للتوسع في التوليد الكهربائي من مصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) في المغرب في السنوات الأخيرة أدى إلى انخفاض تكلفة التوليد بشكل كبير نتج عنه  تصدير الطاقة من الشبكة المغربية للشبكة الأسبانية. وتهدف كلا الدولتان لتمديد كابل بحري ثالث لتخفيف التحميل شبه الكامل على الكابلين طوال العام بحيث ترتفع قدرة تبادل القدرة بين البلدين إلى 2100 ميجاوت.

الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي©

مخطط لربط الكهربائي بين دول المغرب العربي

ختاما

ستضل تحديات الربط العربي متعلقة بالحفاظ على استقرار الشبكة الوطنية في كل بلد قبل وبعد الربط و غيرها من العوامل الأساسية التي يجب مراعتها بعناية كاملة. فلذلك من أهم المجالات البحثية و الدراسات الأكاديمية التي يجب أن تلقى اهتماما من المهندسين والباحثين والمختصين في مجال تحليل تأثير محطات الطاقة المتجددة على استقرار الشبكة لمراعاة جميع المعطيات المتاحة في كل بلد قبل تنفيذ مشاريع الربط بين البلدان العربية. ما لم ستفشل هذه المشاريع ولن تجد النور فعلى سبيل المثال تم إنجاز كافة الأعمال الخاصة بالربط بين ليبيا وتونس في نهاية 2005 إلا أنها ظهرت بعض المشاكل الفنية في الشبكات وبالتالي تم فصل شبكتي الكهرباء عن بعضهما.

ولهذا تعد مواضيع تحليل تأثير مصادر الطاقة المتجددة على استقرار الشبكة وكذلك ربط الشبكات الكهربائية بين الدول التي تمتلك معطيات مختلفة كقدرة الشبكات واستقرارها وحجم التوليد والطلب من أحد أهم المواضيع البحثية الذي يمكن لطلبة الماجستير والدكتوراة في هندسة القوى والشبكات الكهربائية في العالم العربي باختياره في اطروحاتهم العلمية كونه جزء أساسي من تقنيات المستقبل و مدخل مهم لعالم الشبكات الذكية.

تابع هذه الورقة العلمية لتعرف أهم التفاصيل عن دمج محطات الطاقة المتجددة بالشبكة:

Grid-connected renewable energy sources: Review of the recent integration requirements and control methods

 

د. عبدالرحمن بابريك

باحث أكاديمي واستشاري في الطاقة المتجددة. مهتم بالإبتكار والبحث العلمي ونشر الوعي في مجال الطاقة المتجددة في العالم العربي. حاصل على الدكتوراة في مجال التوليد مع مرتبة الشرف و درجة باحث- مدرس في مجال أجهزة وأنظمة التقنيات البصرية والحيوية - روسيا الاتحادية. حاصل على خمس براءت اختراع. و أكمل الماجستير في مجال التوليد باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. قدم العديد من الاستشارات الأكاديمية والهندسية في مجال الطاقة المتجددة.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. …يبقي الدرس الأول ان تكون غنيا …لتتبع الفرص وتنفيذها …
    شكرا علي هذا الطرح المفيد جدا … في الحقيقه خطوط الأنتاج للطاقه المتجدده وصلت الوطن العربي بالسنوات الأخيره مثل الألواح الشمسيه رعم انه يتم استهلاك كميه كبيره من الطاقه لصناعتها …
    وهذا شئ مبشر ..
    اتمني ان نتوصل بيوم من الايام اللي جهات عربيه
    لمختلف انواع وصناعات محطات التوليد لتأمين القدرات التوليديه الكافيه بشكل مستقل اكثر

  2. حقيقة الطاقات المتجددة هي فرصة بكل معنى الكلمة لتحقيق نهضة شاملة خاصة في العالم العربي وللإستفادة من المناخ المواتي لإستغلال مصادرها المتعددة
    حيث نتميز في دولنا العربية بمساحات شاسعة يستحسن استغلالها فتركها يعد خسارة مستمرة في هذ المجال الذي هو قاطرة التنمية
    أما مايخص الربط الكهربائي فهو الحلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري