ماهو السر في تنافس المصنعين في معرض Intersolar Europe لعرض ألواح تفوق 600W؟
عرضت العديد من الشركات في معرض Intersolar Europe 2021 الذي أقيم في مدينة ميونيخ في ألمانيا في عام 2021 ألواح شمسية بقدرات كبيرة تتجاوز 600 وات و لقت مثل هذه الألواح ذو القدرات الكبيرة أهتماما كبيرا من قبل المختصين والمطورين و المهندسين كونها ستخلق العديد من التغيرات في أسواق الطاقة الشمسية على امتداد سلسلة التوريد.
فعلى سبيل المثال عرضت شركة رايزن ((Risen لوح شمسي بقدرة 703.6 W مصنوع من خلايا مقاس mm 210 (m12) مصنع بتقنية (N-type). و أطلقت الشركة عليه اسم NewT@N وتصل كفاءته إلى 23.08%. الجدير بالذكر أن الشركة قد عرضت سلسلة من الألواح الشمسية في أغسطس الماضي بقدرة W660.
كما عرضت كذلك شركة جوليود Jolywood لوح شمسي تبلغ أبعاده مم 35 *1,303*2,384 و يبلغ وزنه 38 كجم. تم تصنيع اللوح من خلايا نوع n بتقنية TOPCon 2.0 واطلقت الشركه عليه اسم Niwa Max. حيث تتراوح كفاءة اللوح مابين 21.73 إلى 22.53٪.
وقدمت شركة ترينا سولار (Trina solar) ألواح شمسية بقدرات مماثلة بقدرة تصل W 690 بتقنية TOPCon وبكفاءة مقاربة تصل 22.2% و ألواح شمسية بتقنية HJT بقدرة W 710 بكفاة تصل إلى 22.9%. وقد نظمت شركة Trina Solar كذلك ندوة عبر الإنترنت في اليوم الأخير من المعرض Intersolar Europe لمناقشة الأمور والتحديات المتعلقة بالألواح الشمسية التي تفوق W600 مع رواد الصناعة والمطورين.
شاهد الرسم البياني الذي يوضح كيف تغيرت مقاسات الخلايا المستخدمة في صناعة الألواح الشمسية خلال العشرين سنة الماضية
الجدير بالذكر أن عمر الالواح الشمسية المصنعة من خلايا مقاس 210 mm في الأسواق يقارب 18 شهر وبالرغم من المخاوف التي كانت لدى المختصين إلا أن هذا النوع من الألواح و بهذه القدرات استطاعت أسواق الطاقة الشمسية التكييف معه بشكل سريع وملحوظ وفي وقت قياسي لم يكن متوقع من بل قبل الكثير من المختصين. حيث استطاع مصنعوا العواكس والهياكل إيجاد حلول وتقنيات تتناسب مع الاحجام والمواصفات الخاصة بهذا النوع من الألواح. ويعد السبب الرئيسيي في هذه الاستجابة السريعة هو التعاون الملحوظ بين الشركاء على طول سلسلة الإمداد بما في ذلك الشركات المصنعة للسبائك ، والرقائق ، والخلايا ، والألواح ، والعواكس ، وهياكل التثبيت، وأجهزة التتبع ، بالإضافة إلى المقاولين والمطورين وهذا ما جعل الأسواق تتكيف مع هذا النوع من الألواح في وقت قياسي كون هناك عوائد و أرباح مالية يمكن تحقيقها من هذا النوع من الألواح.
ويعد السبب الرئيسي الذي جعل الشركات تتنافس لتصنيع هذا النوع من الألواح وبهذه الأحجام و بهذه القدرة هو السعي لخفض تكلفة انتاج الكهرباء ( LCOE) في المشاريع الكبيرة وخفض التكاليف الرأس مالية للمشاريع. كونها تساهم بشكل أساسي في تقليل تكاليف الكابلات والعمالة و غيرها من المكونات الداخلة في تكلفة مايعرف بمكونات توازن النظام (Balance of System) كونه يتم الحاجة إلى الواح ومكونات أقل في السلسلة أو المصفوفة الواحدة لتوليد نفس الطاقة مقارنة بالألواح الشمسية التقليدية الأقل قدرة و السائدة في الأسواق والتي تصنع من خلايا مقاس mm 166 أو ما يعرف ب(M6).
فعلى سبيل المثال أشارت الدراسة التي قام بها معهد فرنهوفر أن استخدام الألواح الشمسية بقدرة 670W ومقاس 210 مم تحقق تكلفة أقل لانتاج الكهرباء للكيلووات الواحد بنسبة 4.5٪ مقارنة بالألواح الشمسية بقدرة 585W و المصنعة من خلايا مقاسهاmm 182 (M10). وأقل بنسبة تصل إلى 7.4٪ إذا ما قارنها بالألواح الشمسية بقدرة 455W والمصنعة من خلايا مقاس (M6) 166 mm .
ياترى هل سنشهد جيل سادس من أحجام الخلايا أم أن كبار المصنعين سيكتفوا عند هذا الحد وينتقلوا إلى تطوير التقنيات الأخرى لتكون هي المسيطرة على الأسواق؟
هذا السؤال كان هو سيد الموقف عند كتابة المقالة في عام 2021 وقد تم طرحه على كثير من المختصين عبر الندوات و المؤتمرات ولكن كان الكثير لايمتلك إجابة كونه لم يتم الإتفاق بين كبار المصنعين من بداية سلسلة التوريد (صناعة الرقائق و السبائك), ناهيك عن المخاوف التي ظهرت من عدم جاهزية الأسواق بشكل كامل لاستقبال مثل هذه الأحجام و توفر المعايير و الشروط لنقلها و تركيبها و المخاطر من تعرضها للشقوق الغير مباشرة أثناء النقل والتركيب وحتى أثناء عملها في المواقع بفعل تشكيل مقاومة عالية لسرعة الرياح. ولكن في نهاية المطاف وبعد مرور سنة على جدل ونقاش كبير بين الأطراف من كل مكونات وقطاعات سلسلة التوريد و الإمداد اتفق الجميع إلى الاكتفاء بهذا الجيل و تسخير الجهود لتطوير التقنيات الأعلى كفاءة كتقنية ال TOPCON و HJT.
2 تعليقات