حيلة علمية جديدة لتقليل نسبة وفيات الطيور في مزارع الرياح
أثبتت الدراسة التي أجراها باحثون من المعهد النرويجي لأبحاث الطبيعة إلى أن طلاء إحدى الشفرات الثلاث باللون الأسود يقلل من معدل وفيات الطيور إلى أكثر من 70 ٪ في مزارع طاقة الرياح في خليج النرويج مقارنةً بالتوربينات الغير مطلية.
قام باحثون من المعهد النرويجي لأبحاث الطبيعة بالنرويج بالتعاون مع مرصد بحيرة Ånnsjön للطيور بالسويد بالقيام بدراسة علمية لتحليل سلوك الطيور عند تغيير لون شفرات توربينة الرياح والذي أثبت أن طلاء شفرة توربينة الرياح باللون الأسود يقلل من اصطدام الطيور الجارحة الكبيرة بنسبة 70 ٪.
في الوقت الذي يبحث فيه العالم على بدائل لمحاربة أزمة تغير المناخ بابتكار وتطوير تكنولوجيات مصادر الطاقة المتجددة خصوصا طاقة الرياح والتي شهدت نمو كبير يواجه المختصون تحدي في تقليل تأُثير هذه المحطات على البيئة المحيطة خصوصا الطيور التي لا تستطيع بسهولة رؤية ريش توربينات الرياح أثناء الحركة مما يؤدي إلى اصطدامها بالريش و موتها. و لذلك تعد اختيار التدابير لتخفيف هذه الاصطدامات أحد أهم الأمور التي يجب مراعتها عند اختيار الموقع وتعمل الأبحاث حاليا لتقليل تكلفة هذه التدابير و تطوير التقنيات المناسبة كي تتناسب مع جميع فصائل الطيور المتواجدة في الموقع المختار لبناء المحطة.
اختيرت محطة الرياح الواقعة على الجانب الشمالي الغربي من جزيرة Smøla في وسط النرويج لعمل دراسة حيث يوجد في المحطة عشرين توربينًا بقدرة 2.1 ميجاوات و 48 توربينة بقدرة 2.3 ميجاوات ما يجعله موقع مناسب لاختبار أي تقنية جديدة تهدف للحد من نسبة وفيات الطيور.
تبين أنه عند القيام بطلاء واحدة من الثلاث الشفرات الدوارة باللون الأسود لأربعة من التوربينات انخفضت نسبة الوفيات بعد الطلاء عند هذه التوربينات لمدة ثلاث سنوات ونصف مقارنة بعدد الوفيات الوفيات السنوية للطيور في السبع السنوات الماضية. وصل معدل الانخفاض إلى 71.9٪ في التوربينات ذات الشفرة المطلية ، مقارنةً بتوربينات المجاورة الغير مطلية.
Roel May, 2020, Ecology and Evolution, Wiley ©
توربينات الرياح المطلية في محطة Smøla
يوصي الباحثون بطلاء الريش قبل التركيب لتقليل تكلفة هذه التقنية وتكرار هذه التجربة في مواقع آخرى للتأكد من فعاليتها الجدير بالذكر أنه حاليا تجرى العديد من الدراسات حول تقليل معدل وفيات الطيور في مزارع الرياح كاستخدام الطيور الجارحة وكاميرات المراقبة.
هذه الدراسة تعتبر هي خطوة رائعة في توفير حلول قليلة التكلفة وفعالة لمعالجة اصطدام الطيور مع توربينات الرياح و لكن ينصح بتكرار هذه الدراسة في مواقع جغرافية مختلفة. حيث تعد نسبة وفيات الطيور بسبب الاصطدام تحديا كبيرًا لانتشار محطات طاقة الرياح مما يشجع كثير من الباحثين للبحث عن حلول مناسبة و قليلة التكلفة وأكثر كفاءة لتعزيز نمو هذا القطاع في المناطق الغنية بالرياح و الواقعة بالقرب من مراكز هجرة الطيور.
رابط المقالة العلمية
