حجم السوق العالمي للهيدروجين الأخضر سيصل إلى 700 مليار دولار بحلول عام 2050 والمنطقة العربية ستشكل لاعب أساسي فيه
في تقرير صادر عن شركة الاستشارات الإدارية العالمية البريطانية- Arthur D Little عن تقدير حجم أسواق الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم بحلول عام 2050. والذي أشار إلى أنه هناك طفرة كبيرة ستشهدها المنطقة العربية في العقود المقبلة.
وأكد التقرير إلى أن الهيدروجين الأخضر سيكون لاعب أساسي في مزيج الطاقة المستقبلي في العقود المقبلة و من الممكن أن يكون هو التقنية الأساسية لسد طموحات إزالة الكربون و التي تحتل مكانة عالية في جدول الأعمال العالمي، وذلك لأن العديد من البلدان تسعى بنشاط كبير لخفض الانبعاثات و الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة.
و بناءً على طلب السوق العالمي فإنه من الممكن أن يصل الاستثمار في الهيدروجين الأخضر إلى 700 مليار دولار في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050. حيث يعتبر الشرق الأوسط نقطة ساخنة طبيعية للطاقة المتجددة ، لما له دور في الساحة العالمية في أسواق الطاقة. إلى جانب دعم استخدام الطاقة المحلي ، حيث تسعى العديد من البلدان في المنطقة العربية إلى الاستفادة من قطاع تصدير الهيدروجين الأخضر بشكل كبير لتحتل مكانة في السوق العالمي ك السعودية والامارات ومصر والمغرب و عمان غيره.
فعلى سبيل المثال، تقدم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نفسيهما في المركز الأول. حيث أعلنت المملكة العربية السعودية عن تحالف استراتيجي لتطوير الهيدروجين الأخضر مع ألمانيا لتوليد ومعالجة واستخدام و نقل الهيدروجين النظيف ، وهو ما يمثل خطوة كبيرة لزيادة حصة المملكة من سوق الهيدروجين الأخضر لديها.
و في الإمارات العربية المتحدة، تم افتتاح مشروع هيدروجين أخضر في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي في عام 2021. بالتعاون مع هيئة كهرباء و مياه دبي و سيمنز إنرجي ، ليكون المشروع الأول لانتاج الهيدروجين الأخضر بالطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أيضًا في الإمارات العربية المتحدة، تعاون صانعو سياسات الطاقة مع هولندا لتعزيز أبحاثها وجهودها في مجال طاقة الهيدروجين. حيث ستساهم هذه الشراكات في تحفيز الانتقال نحو طاقة الهيدروجين ودعم توجه البلدين في صياغة المشاريع والمبادرات لدعم اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.
وفي نيوم في المملكة العربية السعودية ، حيث يتم تطوير أكبر مصنع هيدروجين أخضر في العالم.حيث يقوم صانعو السياسات ببناء مصادر مزدوجة للطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) لتغذية عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر. حيث من المتوقع أن تصل تكلفة انتاج الهيدروجين في نيوم إلى ما يقرب من 2 دولار / كجم.
العقبات والتحديات
ومع ذلك ، فإن التوسع في استخدام الهيدروجين الأخضر أسهل في القول من فعله. وهذا مايؤكد أن هناك حاجة ماسة إلى تأمين عدة أمور في مختلف المجالات السياسة ، و في سلسلة الإمداد ، والبنية التحتية ، والطلب. وذلك لضمان إنتاج منافس قوي من حيث التكلفة ، وموثوقية الإنتاج و تأمين العرض والطلب ، وتجنب المخاطر لجذب مزيد من الاستشمار في هذا الوقود المستقبلي الواعد.
ويضل مجال دعم البحث والتطوير وتعزيز التعاون والابتكار هو الضامن الوحيد للوصول إلى الأهداف التي تم وضعها من قبل كثير من الشركات والبلدان لإزالة الكربون ، ونشر ثقافة الهيدروجين الأخضر بنجاح وتحقيق أهداف التحول نحو الطاقة المتجددة.