اخر الأبحاثالإستدامةالطاقة الشمسيةتقارير

لماذا لعبت الأغنام دوراً مهماً في تحقيق الأرباح في العديد من مشاريع الطاقة الشمسية؟

في محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الكبيرة و التي يتم تثبيتها على الأرض والتي تتواجد في البدان التي تكثر فيها الأغطية الخضراء يسبب نمو الأعشاب العديد من المشاكل لملاك هذه المحطات و أهمها هو  تكوين الظلال الجزئي على الألواح الشمسية مما يقلل من إنتاج هذه الألواح بشكل كبير. فلذلك يتوجب على الملاك تخصيص ميزانية  ضمن المشروع في مرحلة الصيانية والتشغيل لقص العشب حول الألواح الشمسية.

ولكن  لقطع هذه الأعشاب بطريقة صديقة للبيئة وفي نفس الوقت غير مكلفة  أثبتت العديد من التجارب حول العالم أنه لا شيء يضاهي الأغنام أو ما سمي بالأغنام الشمسية “Solar Sheep”.

الجدير بالذكر أن تظليل حتى جزء من اللوح الشمسي يؤدي إلى تقليل إنتاجية هذ اللوح و الألواح الأخرى المرتبطة به في نفس المصفوفة الشمسية. كونه يتم توصيل الألواح الشمسية ببعضها البعض في سلسلة على التوالي ، و لذلك إذا كانت إحدى الألواح الشمسية مظللة، فإن أداء جميع الألواح في تلك السلسلة سيكون ضعيفًا.

ولك أن تتخيل أن بعض مشاريع الطاقة الشمسية تنتج 50٪ فقط من طاقتها وذلك فقط لمجرد وجود بعض الحشائش والأعشاب في بعض الأجزاء في المحطة. و لهذا السبب يلجاء الكثير من ملاك مزارع الطاقة الشمسية لايجاد حلول عملية وغير مكلفة لعملية  قطع الحشائش والأعشاب حول الألواح الشمسية كاستخدام جزازة تقليدية تعمل بالغاز وهو مايعد مكلفًا وسيئًا للبيئة.

ولذلك قامت العديد من الشركات حول العالم بالسماح لكثير من رعاة الماشية خصوصا الأغنام برعي المواشي في مواقع المشاريع وذلك بهدف خفض التكاليف وتحقيق مكاسب للمجتمع المحلي من مشاريع الطاقة الشمسية  و تعزيز الأنشطة الاقتصادية محليًا. وهناك عدة أمثلة فعلى سبيل المثال قامت شركة BayWa r.e بتركيب محطة  شمسية كهروضوئية بقدرة 30 ميجاوات في في فرنسا حيث تم تصميم المشروع خصيصا بحيث يمكن المزارعين أيضًا استخدام الأرض لتربية الأغنام.

و في مايلي سنذكر بعض الأسباب التي أثبتت أنه لا شيء يضاهي الأغنام لحل هذه المشكلة. بل أنها ساهمت في خلق العديد من الفرص لكل من  قطاع تربية المواشيو قطاع الطاقة الشمسية في هذه البلدان.

 

1. الأغنام تقلل من تكاليف التشغيل والصيانة

فعلى سبيل المثال في مركز كاريليون بالقرب بولاية فيرجينيا جنوب الولايات المتحدة، يستغرق قطع الأعشاب في موقع لمحطة الطاقة الشمسية المركبة على الأرض بقدرة 1.3 ميجاوات  حوالي يومين باستخدام المعدات الميكانيكية وتصل تلكفة هذه العملية  حوالي 3000 دولار أمريكي. هذه التكاليف فقط ليومين واذا قمنا بضرب هذه التكلفة في عدة مرات في السنة سيظهر لنا أن التكلفة كبيرة جدا لمحطة صغيرة بهذا الحجم. و بهذا تكون الأغنام مساهم أساسي في عملية تقليل مصاريف الصيانة والتشغيل كونها تقوم بأكل هذه الأعشاب قبل نموها بشكل كبير في المحطة.

 

2. تقلل الأغنام بشكل كبير من الحاجة إلى استخدام مبيدات الأعشاب

بلاشك أن ملاك المحطات يحرصون على بقاء الأرض مغطاة بالمساحات الخضراء العشبية  لما لها دور في خفض درجات الحرارة وزيادة الانتاجية وكذلك تماسك التربة وتقليل الغبار. ولهذا يستخدم أغلب ملاك المحطات تقنية القص الميكانيك بدلا من استخدام مبيدات الأعشاب السامة التي تقضى على المسطحات الخضراء في هذه المواقع. ولهذا يعد خيار استخدام الأغنام مناسب كونه يحفاظ على طبيعة التربة في هذه الحقول دون احداث أي ضرر للبيئة.

 

3. الأغنام هي الخيار الأنسب مقارنة بالمواشي الأخرى

من الصعب جدا استخدام الأبقار والخيول في عملية ازالة الأعشاب كونها طويلة جدًا لدرجة أن أجسامها تلقي بظلالها على الألواح الشمسية أثناء رعيها. ناهيك عن أنه من الممكن أن تصطدم هذه الحيوانات بالألواح الشمسية والمرفقات مما يتسبب في حدوث أضرار. و بالرغم من أن الماعز قد يكون خيار مناسب من ناحية الحجم لكنه يتمتع بطبائع مختلفة عن الأغنام تجعله يستمتع بقضم الأسلاك الكهربائية أكثر من الاستمتاع بمضغ العشب نفسه بالاضافة لمتلاكه غريزة كثرة الحركة والقفز. فلذلك الأغنام  تعد الأنسب لأنها من خلال العديد من التجارب تقوم بمهمة أكل الأعشاب والرعي بهدوء كبير.

 

4. توفر مشاريع الطاقة الشمسية في المسطحات الخضراء فرصًا سوقية للمزارعين المحليين

توفر مزارع الطاقة الشمسية سوقًا جديدة للمزارعين في العديد من البلدان كاستراليا و فرنسا وألمانيا و الولايات المتحدة وغيره.فعلى سبيل المثال ، في ولاية كارولينا الشمالية في أمريكا، وهي ولاية معروفة بوجود العديد من محطات الطاقة الشمسية الكبيرة في المناطق الريفية ، قفزت تربية الأغنام من 21.000 إلى 30.000 رأس من الماشية في عقد واحد فقط. حيث توفر شركة  Sun-Raised Farms وحدها 4000 رأس من الأغنام لمطوري الطاقة الشمسية في 28 محطة طاقة شمسية.

ولذلك يقوم الرعاة برعي أغنامهم بكل سهولة كما يفعلون في المراعي العادية اضافة الى غياب الخوف من الرعي الجائر للأراضي الزراعية، و هذا ما يمكنهم من بيع الأغنام بربح عالي في نهاية موسم الرعي. ولهذا  تعد الأغنام الشمسية عام اساسي في  تعزيز و نمو قطاع  الزراعة  بتقليل تصنيع الأعلاف المحلية أو استيرادها و كذلك  توفير مصدر للصيانة والتشغيل في محطات الطاقة الشمسية منخفض التكلفة.

وعلى سبيل المثال أكد بعض المزارعين الأستراليين أن الألواح الشمسية زادت من جودة الرعي خلال فترات الجفاف على مدى أربع سنوات. كون الألواح الشمسية تزيد من احتباس الماء وإنتاج العشب.  وكذلك أثبتت العديد من الأبحاث أن الظل الجزئي الذي توفره الألواح الشمسية يخلق مناخًا محليًا يقلل من التبخر ويعزز بشكل كبير إنتاج الغطاء النباتي في المناخات القاحلة.

وقد أكد باحثون من كلية العلوم الزراعية بولاية أوريغون في أمريكا ، أن العديد من أعشاب الرعي الرئيسية كانت قادرة على زيادة إنتاجها بشكل كبير بسبب زيادة كفاءة المياه بشكل كبير – بنسبة 328٪. و وجد الباحثون أن المناطق التي كانت مغطاة جزئيًا أو كليًا بألواح شمسية زادت إنتاج الكتلة الحيوية بنسبة 90٪.

 

5.حافظت الألواح الشمسية على صحة الأغنام و رفاهية الرعي

تفيد الألواح الشمسية الأغنام و المزارعين من خلال توفير الظل. فالماشية عرضة للإجهاد الحراري من التعرض لأشعة الشمس و عادة ما يكون الصوف السميك للأغنام بمثابة عزل كبير عن الشمس ، لكن في بعض الأحيان لا يكون هذا كافيًا.

فيمكن أن يسبب الإجهاد الحراري أو يزيد من سوء العديد من المشاكل الصحية في الأغنام ، مثل فقدان الوزن ، وانخفاض إنتاج الحليب وجودته ، وقصر فترات الحمل ونقص الوزن، وضعف جهاز المناعة ، وانخفاض خصوبة الذكور. و  لهذا يؤثر الإجهاد الحراري بشكل كبير على رفاهية القطيع ، حيث تكون صحة القطيع مهمة بشكل خاص من حيث الربح للكثير من مزارع تربية الأغنام.

ولهذا يتم تركيب الألواح الشمسية  في الحقول الزراعية على بعد بضعة امتار من الأرض ، لكي توفر للأغنام ظلًا ممتازًا يقيها من الحرارة أثناء رعيها تحتها. وكميزة إضافية ، في المزارع  الشمسية التي تحتوي على نظام تتبع للشمس خلال النهار لزيادة الإنتاج. وفي وقت الظهيرة والذي يعد أكثر الأوقات حرارة من اليوم ، تكون الألواح في وضع “سطح الطاولة” – مما يوفر غطاءً شمسيًا و ظلًا رائعًا للأغنام.(كما يظهر في الصورة).

Image Source: Tom Warren

لمطالعة بعض هذه المشاريع والأبحاث حول هذا الموضوع

Solar and sheep: Farmers say they want renewables to boost income, cut costs

 

🎯 لأول مرة على مستوى الوطن العربي – فرصة تدريبية في مجال البحث والتطوير لتقنيات الطاقة المتجددة

 

د. عبدالرحمن بابريك

باحث أكاديمي واستشاري في الطاقة المتجددة. مهتم بالإبتكار والبحث العلمي ونشر الوعي في مجال الطاقة المتجددة في العالم العربي. حاصل على الدكتوراة في مجال التوليد مع مرتبة الشرف و درجة باحث- مدرس في مجال أجهزة وأنظمة التقنيات البصرية والحيوية - روسيا الاتحادية. حاصل على خمس براءت اختراع. و أكمل الماجستير في مجال التوليد باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. قدم العديد من الاستشارات الأكاديمية والهندسية في مجال الطاقة المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري