أخبارتقارير

لماذا يدعو تقرير “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” الحكومات الى تعاون دولي أقوى للحد من الانبعاثات؟

Image Source: Scienceagribio

دعا تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة (IEA) والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) الى تعاون دولي قوي وموجه في القطاعات ذات الانبعاثات العالية لتحقيق تحولات أسرع وأسهل وأرخص للجميع في قطاع الطاقة.

ويظهر التقرير الجديد – وهو عبارة عن تعاون سنوي بين الوكالة الدولية للطاقة (IEA) والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) وأبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ – أن الجهود الحالية بشأن الطاقة النظيفة والحلول المستدامة لم تقدم حتى الأن مستويات الاستثمار والنشر المطلوبة لتحقيق الأهداف المناخية الدولية.

كما دعا التقرير الحكومات إلى تعزيز التعاون في المجالات الرئيسية ــ مثل المعايير والتنظيم، والمساعدات المالية والفنية، وإنشاء الأسواق ــ لتعزيز عملية التحول.

ويتناول التقرير، الذي صدر عشية أسبوع المناخ في مدينة نيويورك، التقدم المحرز والإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف “أجندة الاختراق”، وهو التزام وقعته 48 دولة تمثل ما يقرب من 80 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي منذ إطلاقه لأول مرة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP26) في عام 2018.

ويهدف التقرير إلى مواءمة الإجراءات التي تتخذها البلدان لجعل التكنولوجيات النظيفة والحلول المستدامة الخيار الأقل تكلفة والأكثر سهولة للوصول إليه والأكثر جاذبية في كل من القطاعات الخمسة الرئيسية: الطاقة والنقل البري والصلب والهيدروجين والزراعة.

ويقيم التقرير السنوي الثاني التقدم المحرز منذ عام 2022 في المجالات ذات الأولوية للتعاون الدولي، ويضع سلسلة من التوصيات للدول للعمل معًا في كل قطاع للمساعدة في تقليل الانبعاثات على مدى العقد المقبل ودرء أسوأ آثار تغير المناخ.

كما يوضح التقرير كيف يتسارع التحول إلى الطاقة النظيفة والحلول المستدامة عبر العديد من القطاعات، مع توسع غير مسبوق في تقنيات مثل السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية الكهروضوئية.

التقرير يسلط الضوء على سيارات الركاب الكهربائية والتي من المقرر أن تمثل 18% من إجمالي مبيعات السيارات في عام 2023، في حين أن الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة يفوق بشكل كبير الإنفاق على الوقود الأحفوري ،لكن القطاعات الأخرى ذات الانبعاثات العالية والتي يصعب تخفيفها، مثل الصلب والهيدروجين والزراعة، لا تتحول بسرعة كافية على الرغم من التقدم المشجع في بعض المجالات.

وتشمل توصيات التقرير المساعدة المالية، والبحث والتطوير، وخلق الطلب، والبنية التحتية، والمعايير والتجارة، لتسريع التحول في كل قطاع.

ويقول التقرير أن من شأن الإجراءات المنسقة في كل من القطاعات السبعة أن تساعد في تعبئة الاستثمار، ومن الممكن أن تخلق اقتصاديات الحجم المطلوبة لخفض أسعار التكنولوجيات البالغة الأهمية والحلول الزراعية المستدامة.

وخلص التقرير إلى أنه في العام الماضي لم يتم إحراز سوى تقدم متواضع في تعزيز التعاون الدولي في المجالات التي تشتد الحاجة إليها،وأنه قد تم إحراز تقدم في توسيع نطاق المساعدات المالية المقدمة إلى البلدان النامية في بعض القطاعات، وفي مبادرات البحث والتطوير المشتركة.

وفي الوقت ذاته يقول التقرير أن هناك حاجة إلى المزيد من التقدم في مواءمة السياسات لخلق الطلب على التكنولوجيات النظيفة، وإقامة حوار حول التجارة في القطاعات التي من المرجح أن يكون لها أهمية بالغة في عملية التحول ،وأن في معظم القطاعات، لا تزال المشاركة في المبادرات الرائدة للتعاون العملي أقل من غالبية السوق العالمية.

ويرى التقرير أن هناك حاجة إلى قدر أكبر من الالتزام السياسي للتقدم من أشكال التعاون الأكثر ليونة، مثل تبادل أفضل الممارسات، إلى أشكال أكثر صعوبة مثل مواءمة المعايير والسياسات، وهي أشكال أكثر صعوبة ولكنها يمكن أن تسفر عن مكاسب أكبر في تعبئة الاستثمار وتسريع النشر.

وقالت رزان المبارك، المناصرة رفيعة المستوى لتغير المناخ في الأمم المتحدة في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين: “يقدم تقرير أجندة الاختراق تقييماً مستقلاً للتقدم المحرز في تسريع العمل المناخي العالمي.”

وأكدت “إن جعل التكنولوجيات النظيفة والمستدامة الخيار الأقل تكلفة والأكثر جاذبية في جميع المناطق بحلول عام 2030 أمر حيوي لاقتصاد متجدد وإيجابي للطبيعة”.
وأضافت “من الواضح أنه بدون التعاون الدولي الذي يشمل المجتمع المدني والشركات والجهات الفاعلة المحلية وكذلك الحكومات الوطنية، لا يمكن تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري