أخبارتقارير

تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة وبنك التنمية الأفريقي يرسم مسارًا لمضاعفة الاستثمار في الطاقة النظيفة في أفريقيا

 

أكد تقرير صدر  في قمة المناخ الأفريقية في نيروبي من قبل وكالة الطاقة الدولية (IEA) ومجموعة بنك التنمية الأفريقي (AfDB) على الحاجة الملحة لمضاعفة الاستثمار في الطاقة النظيفة في أفريقيا بحلول عام 2030.

ويحدد تقرير وكالة الطاقة الدولية، الذي يحمل عنوان “تمويل الطاقة النظيفة في أفريقيا”، العوائق المالية الحقيقية والمتصورة التي تعيق طموحات القارة في مجال الطاقة النظيفة. وقد أدت هذه الحواجز، إلى جانب ارتفاع تكاليف الاقتراض بسبب جائحة كوفيد-19 والصراعات الجيوسياسية، إلى تقييد قدرة أفريقيا على الوصول إلى رأس المال بأسعار معقولة.

وتتلقى افريقيا حاليا 2٪ فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة، ولتحقيق أهدافها الإنمائية، وأهداف الحصول على الطاقة الدولية، وأهداف المناخ، يتعين على أفريقيا أن تضاعف استثماراتها في الطاقة بحلول عام 2030، مع توجيه أغلبها نحو مصادر الطاقة النظيفة.

كما تواجه أفريقيا مخاطر متعددة، فعلية ومتصورة، إلى جانب زيادة تكاليف الاقتراض بسبب جائحة كوفيد-19 والصراع في أوكرانيا، ونتيجة لذلك، فإن توافر رأس المال الميسور التكلفة لتنمية الطاقة في أفريقيا مقيد.

ويكشف تقرير “تمويل الطاقة النظيفة في أفريقيا” أن تكلفة رأس المال لمشاريع الطاقة النظيفة واسعة النطاق في القارة أكبر بمرتين إلى ثلاث مرات من الاقتصادات المتقدمة، ويعوق هذا العبء المالي متابعة المشاريع المجدية اقتصاديا والتي يمكن أن توفر حلولا للطاقة يمكن الوصول إليها ومنخفضة التكلفة.

يستمد تحليل تقرير الوكالة الدولية للطاقة من أكثر من 85 دراسة حالة أجريت في جميع أنحاء القارة وأكثر من 40 مقابلة مع أصحاب المصلحة الرئيسيين.

ويؤكد على ضرورة خفض تكلفة رأس المال وتسهيل إنشاء مشاريع استثمارية جذابة، ويتطلب تحقيق هذه الغاية التوسع في الأدوات المالية المختلفة، بما في ذلك التمويل في المراحل المبكرة وأدوات تخفيف المخاطر لجذب الاستثمار الخاص.

وفي حديثه عند إطلاق التقرير، أكد الرئيس الكيني ويليام روتو على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، قائلاً: “هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة في إفريقيا بشكل كبير، والذي فشل على الرغم من الفرص الهائلة. ومع ذلك، فإن هذا التقرير ليس مجرد فهرس للتحديات التي تواجه أفريقيا. بل إنها شهادة ملهمة على روح الابتكار التي تتمتع بها قارتنا، مع مجموعة واسعة من الحلول الناشئة من عقول ريادة الأعمال في أفريقيا.

وعلق فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، قائلاً: “تتمتع القارة الأفريقية بإمكانات هائلة في مجال الطاقة النظيفة، بما في ذلك كمية هائلة من الموارد المتجددة عالية الجودة. لكن الخلفية الصعبة للتمويل تعني أن العديد من المشاريع التحويلية لا يمكن أن تنطلق. ويبين هذا التقرير، الذي يعتمد على توقعات الطاقة في أفريقيا لعام 2022، التي أصدرتها وكالة الطاقة الدولية، ما هو مطلوب لخفض الحواجز أمام الاستثمار، مما يسمح للبلدان الأفريقية بالاستفادة من حلول يسهل الوصول إليها وبأسعار معقولة لتتناسب مع طموحاتها في مجال الطاقة النظيفة.

وأعرب رئيس بنك التنمية الأفريقي أكينوومي أديسينا عن هذه المخاوف، قائلا: “إن النقص الحالي في الاستثمار في الطاقة النظيفة في أفريقيا يعرض للخطر تحقيق مجموعة من أهداف التنمية المستدامة ويمكن أن يفتح خطوط تقسيم جديدة في الطاقة والمناخ مع تسارع التحولات في مجال الطاقة النظيفة في البلدان المتقدمة. الاقتصادات. وهذا التقرير، الذي يقدم حجة مقنعة لحصول أفريقيا على حصة أكبر من تمويل المناخ العالمي، هو بمثابة أداة إعلامية لواضعي السياسات في أفريقيا، في حين توفر حالات أفضل الممارسات من بنك التنمية الأفريقي رؤى قيمة للمطورين ومقدمي رأس المال.

وتتوافق توصيات التقرير مع سيناريو أفريقيا المستدامة المبين في تقرير توقعات الطاقة في أفريقيا لعام 2022 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، حيث يأخذ هذا السيناريو في الاعتبار المتطلبات الفريدة لمختلف البلدان والقطاعات الأفريقية، ويرسم الطريق لتحقيق جميع أهداف التنمية الأفريقية المتعلقة بالطاقة، بما في ذلك تلك الواردة في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

ووفقا للتقرير، ستكون هناك حاجة إلى ما يقرب من 25 مليار دولار أمريكي سنويا لتوفير الطاقة الحديثة لجميع الأفارقة بحلول عام 2030، وهو رقم صغير نسبيا مقارنة بالإنفاق العالمي على الطاقة، ومع ذلك، فإن طبيعة هذا التمويل يجب أن تتكيف لدعم المشاريع الصغيرة، لا سيما في المناطق الريفية حيث قدرة المستهلكين محدودة على الدفع.

ولسد فجوة التمويل، يؤكد التقرير على أهمية التمويل الميسر، الذي يمكن أن يكون بمثابة حافز لاستثمارات القطاع الخاص. ويدعو البرنامج إلى توفير 28 مليار دولار أمريكي سنويا في صورة رأس مال مُيسر لتعبئة 90 مليار دولار أمريكي في استثمارات القطاع الخاص بحلول عام 2030، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من عشرة أضعاف عن المستويات الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، يسلط التقرير الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه المؤسسات المالية المحلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة طويلة الأجل في أفريقيا، مع التركيز على الحاجة إلى زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبًا في التمويل الناشئ عن القنوات المحلية أو الذي يتم صرفه عبرها بحلول نهاية العقد. ويؤكد “تمويل الطاقة النظيفة في أفريقيا” التزام وكالة الطاقة الدولية المستمر بمعالجة تحديات الطاقة في أفريقيا وأهمية التعاون الدولي في دفع استثمارات الطاقة النظيفة في القارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري