الإستدامة

مشاركة معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة في مؤتمر المناخ كوب 28: تحفيز للبحث والابتكار وبناء القدرات من أجل مستقبل مستدام

اختتمت أشغال مؤتمر الأمم المتحدة 28 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في دبي بالإمارات العربية المتحدة، والتي امتدت فعالياته خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023. وقد جمعت هذه القمة العالمية أكثر من 97000 شخص من حوالي 200 دولة واتحاد دولي. وقد سعى مؤتمر الأطراف 28  نحو تحديد حلول عالمية للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية ، ودعوة البلدان المشاركة لإعداد مساهمات منقحة وأكثر طموحا محددة وطنيا بحلول عام 2025  من أجل تسريع التحول الأخضر الجاري بالفعل، وأخيرا لتحقيق أهداف اتفاق باريس لعام 2015.

وقد تميز مؤتمرCOP28 بتعبئة مالية تاريخية لأكثر من 83 مليار دولار حشدت خلال الأيام الخمسة الأولى للقمة، مما سلط الضوء على التزام عالمي غير مسبوق. كما أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة صندوق “ألتيرا” بقيمة 30 مليار دولار لدعم العمل المناخي الإيجابي. وفي الوقت نفسه، صدر إعلان مهم، وعد بمضاعفة القدرة العالمية على الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أمثالها، ومضاعفة المعدل السنوي العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، تم التوصل إلى اتفاق تاريخي لتفعيل واستثمار تمويل الخسائر والأضرار، وخاصة لأولئك الذين هم في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ. وشملت المواضيع الأخرى ذات الأولوية الهيدروجين الأخضر، واحتجاز الكربون وتخزينه، والزراعة المستدامة.

وشاركت المملكة المغربية بفعالية في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، بوفد رفيع المستوى ترأسته صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء. وخلال القمة، دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في كلمته أمام القمة العالمية للعمل المناخي، إلى اتخاذ تدابير مناخية جريئة رافضاً أنصاف الحلول وداعياً إلى إطلاق ميثاق للعمل. كما شدد الخطاب الملكي على التزام المغرب بالقضايا المناخية، مسلطا الضوء على رفع المملكة للمساهمة المحددة وطنيا خلال سنة 2021 وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، فيما دعا المؤتمر إلى زيادة الدعم لإفريقيا، “تتوفر على كل المؤهلات الكفيلة بجعلها مفتاحا لحل معضلة المناخ العالمية”.

وخلال مؤتمر كوب 28، عزز المغرب التزامه بالمناخ عن طريق إعلان عدة مبادرات، منها  انضمام المملكة إلى تحالف دولي يهدف إلى التخلص التدريجي من عن استخدام الفحم في توليد الطاقة. وفي الوقت نفسه، أطلق تحالف ثورة البنايات (Buildings Breakthrough) الذي يهدف إلى إزالة الكربون من قطاع البناء. وعلى المستوى الإقليمي، أبرم المغرب اتفاقية للإدارة المستدامة للموارد المائية. أما وطنيا، فقد جعلت الاتفاقيات المبرمة بين المؤسسات الوطنية هذه الالتزامات المناخية حقيقة واقعة. بالإضافة إلى ذلك، وفي اجتماع رفيع المستوى لشراكة التعليم الأخضر في دبي، شاركت المملكة في اجتماع رفيع المستوى يرسم مستقبل التعليم المستدام. وبالإضافة إلى ذلك، نجح المغرب في تعبئة التمويل لتحفيز الطاقة النظيفة وإزالة الكربون.

وتعزيزا لاتزامات المغرب بمؤتمر COP28، ساهم معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، IRESEN، بفعالية ملحوظة في إثراء برنامج الوفد المغربي، وذلك من خلال تنظيم ناجح لأربعة أحداث جانبية (Side Events)، تحت إشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عرفت ندوات نظم بعضها بشراكة مع منصة “مركز الطاقة الخضراء – Green Energy Park” أو المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE). وقد برهنت هذه المشاركة الهامة  على المساهمة الملموسة لمعهد IRESEN في تحقيق انتقال طاقي مستدام على المستوى الوطني والقاري والعالمي، وذلك من خلال تقديم مبادرات فريدة مرتبطة بمجالات التقنيات الخضراء والحلول المبتكرة. واستمراراً للإجراءات الوطنية التي اتخذها المغرب، ساهمت هذه الفعاليات في إبراز ريادة المملكة المغربية في مختلف مجالات الاستدامة.

أبرز فعاليات معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة “IRESEN” بمؤتمر الأطراف 28:

الحدث الجانبي الأول: توسيع نطاق تقنيات الهيدروجين الأخضر من أجل تحقيق حياد كربوني عميق في الصناعة
أطلقت IRESEN سلسلة من الفعاليات في جناح المغرب في COP28، لتسليط الضوء على مشاريع الهيدروجين الأخضر وتطبيقاته وعلى رأسها منصة البحث والابتكار الجارية أشغالها بالجرف الأصفر “GreenH2A” بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والتي تحتضن وحدات لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء Green، إضافة إلى إنتاج محروقات مصنعة للتنقل المستدام عن طريقة تكنولوجيا “Power-to-Liquid”. وخلال هذا الحدث الجانبي، عرض متحدثون من شركات رائدة عالميا نماذج لمشاريع كبيرة تستغل قدرة التحليل الكهربائي من عدة ميغاواط (MW) إلى عدة جيغاواط (GW). وأعقب هذا البرنامج مناقشة سلطت الضوء على أهمية التنسيق بين التحالفات الإقليمية والقارية التي تضمن الدول المصدرة والمستوردة للهيدروجين الأخضر، وتناولت موضوعات مثل خفض الانبعاثات والشراكات العالمية.

الحدث الجانبي الثاني: التدريب وبناء القدرات في التكنولوجيات النظيفة بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا
عرف الحدث الجانبي الثاني لـمعهد IRESEN، والذي أقيم في جناح المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) وبشراكة مع الأخير، تسليط الضوء على الأهمية الحاسمة لبرامج التدريب المصممة بدقة وآليات التمويل من أجل دعم البحث والابتكار بهدف توسيع نطاق الاعتماد على الطاقة المستدامة والتكنولوجيا النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وقد جمعت هذه الجلسة نساء خبيرات من منظمات وطنية وإقليمية، قدمت وجهات نظر غنية حول كيفية التغلب على التحديات في تنفيذ برامج بناء القدرات. تمثل هذه المبادرة خطوة هامة نحو تعزيز التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

الحدث الجانبي الثالث: الرقمنة وعلوم البيانات للطاقة – فرص وتحديات تحول الطاقة
شكلت المائدة المستديرة الثالثة التي عرفت تنظيما مشتركا بين مركز الطاقة الخضراء (Green Energy Park) ومعهد IRESEN محطة هامة في برنامج الجناح المغربي خلال مؤتمر الأطراف COP28. وقد عرفت هذه الندوة مناقشة حيوية ساهمت في تعميق إدراك الفرص التي توفرها الرقمنة وعلوم البيانات من أجل تفعيل حلول طاقية مستدامة، كما سلطت كلمات المتحدثين الضوء على التطورات الأساسية لتحسين أنظمة الطاقة، ودمج الطاقة المتجددة، وتقديم حلول طاقية ناجعة وآمنة. كما أثارت المداخلات الأهمية البالغة للتعاون الاستراتيجي من أجل دعم البحث والابتكار والتعاون لمواجهة التحديات المعاصرة للطاقة، مع تبادل أفضل الممارسات لتحقيق تحول طاقي منزوع الكربون.

الحدث الجانبي الرابع: البناء والمباني المستدامة، فرص وتحديات للتنمية الحضرية
كما نظمت مؤسستا IRESEN وGreen Energy Park جلسة رابعة في الجناح المغربي، ركزت على موضوع “المباني المستدامة”، و وقد شكلت هذه الفعالية مساحة أساسية لاستكشاف الديناميات الحالية لقطاع البناء من حيث الاستدامة. وفي قلب المناقشات، تم تقديم حلول مبتكرة للحد من الأثر البيئي للبناء، وتعزيز الممارسات المسؤولة بيئيًا والمساهمة في التنمية الحضرية المستدامة. كما أكد المشاركون في الندوة على الأهمية الحاسمة للابتكار لإنشاء بنية تحتية حضرية مرنة وصديقة للبيئة، مع تسليط الضوء على فرص الاستثمار في مشاريع البناء المستدامة.

مشاركة بارزة للمعهد في فعاليات الشركاء:
بالإضافة إلى الأحداث الجانبية الخاصة به، شارك معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، ،IRESEN في حدثين إضافيين في موضوع الهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، نظمتهما كل من الوكالة المغربية للطاقات المستدامة – Masen والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة – RCREEE. وعرض معهد IRESEN خلال كل من الندوتين أمثلة لشاريع مبتكرة وتحديات استراتي المعهد في اجتماعات مع هيئات إقليمية ودولية مثل التحالف الإفريقي للهيدروجين الأخضر (AGHA) والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، مما عزز التزامه بالمساهمة في الالتزامات الوطنية في قضايا المناخ وتحقيق تنمية اقتصادية محايدة كربونيا.

وتعد مشاركة IRESEN النشطة في COP28 ذات أهمية حاسمة، مع دعمه المستمر للبحث والابتكار والتدريب وبناء القدرات في مجالات الطاقة المستدامة والتكنولوجيا مزوعة أو منخفضة الكربون. وستساعد هذه الإجراءات المتوافقة مع التزامات على تسريع نشر التقنيات الحالية وتعزيز البحث واعتماد حلول جديدة، وبالتالي المساهمة في تطوير الخبرات الوطنية والإقليمية لتحقيق الأهداف المستقبلية لاتفاق باريس والتنمية المستدامة.

يمكنكم معرفة المزيد عبر الرابط عن المعهد IRESEN

المهندس فرسان حسن

مهندس كهرباء و طاقة شمسية - بكالوريوس في الهندسة الكهربائية شعبة القوى والالات الكهربائية - كلية الهندسة جامعة صنعاء 2019. مسؤول في إدارة المحتوى و محرر وكاتب في منصة الأكاديمية العربية للطاقة المتجددة -اربرينا. وايضا مسؤول في إدارة المحتوى لدى مركز مجان للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة-MCREEE.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري