أخبار

مصر تلتزم بالتنمية المستدامة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر

 

في إطار الشروع في رحلة تحويلية نحو الاقتصاد الأخضر، تلتزم مصر بالتنمية المستدامة، وخفض انبعاثات الكربون، والممارسات الصديقة للبيئة في مختلف القطاعات الاقتصادية. ورغم التحديات، نفذت الدولة مشاريع وسياسات مختلفة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتحرص على جذب الاستثمارات إلى مشاريع الاقتصاد الأخضر لضمان التحول الناجح.

يمكن أن تساهم استراتيجية الاقتصاد الأخضر في مصر في جوانب مختلفة، مثل العدالة الاجتماعية والسلامة البيئية ومعالجة مخاوف تغير المناخ، مع التركيز على التنمية المستدامة وتوليد فرص العمل والحد من الفقر، بما يتماشى مع أهداف الاقتصاد الأخضر.

ومن خلال دمج قضايا المناخ في مبادرات التنمية مثل البرنامج الوطني للإسكان الاجتماعي، تهدف مصر إلى توفير قدر أكبر من الاستقرار للأسر ذات الدخل المنخفض مع التخفيف أيضًا من تغير المناخ من خلال استخدام المباني الخضراء، وفقًا للبنك الدولي.

استراتيجية التنمية المستدامة: تحدد رؤية مصر 2030 مسار التنمية في البلاد، مع التركيز على اقتصاد متوازن ومتنوع وقائم على المعرفة ويتميز بالتكامل الاجتماعي والمشاركة، وهما عنصران أساسيان للاقتصاد الأخضر.

علاوة على ذلك، يدعم الاقتصاد الأخضر الشامل الحقوق المتساوية للرجال والنساء، وخاصة الفئات الفقيرة الضعيفة. وهو موجه نحو الموارد الاقتصادية، والخدمات الأساسية، والملكية والسيطرة على الأراضي وغيرها من أشكال الملكية، والميراث، والموارد الطبيعية، والتكنولوجيات الجديدة المناسبة، والخدمات المالية، بما في ذلك التمويل الأصغر، وفقا لوزارة البيئة.

وبناء على ذلك، من المتوقع أن يؤدي التحول إلى الاقتصاد الأخضر إلى تمكين النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات مع تعزيز الشمول الاجتماعي والجودة البيئية.

التحول إلى الاقتصاد الأخضر يمكن أن يساعد أيضًا في مكافحة الفقر في مصر. “إن تطبيق التقنيات الخضراء والممارسات المستدامة يمكن أن يؤدي إلى إنشاء صناعات جديدة، مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية الصديقة للبيئة، وخلق فرص عمل للمجتمعات المحلية،” إيهاب الجمال، حائز على دكتوراه في الاقتصاد والمالية العامة والباحث الاقتصادي. يقول الباحث لعرب فاينانس.

 

الطريق إلى الاقتصاد الأخضر

وتهدف الحكومة المصرية إلى أن تشكل مشروعات الاقتصاد الأخضر 50% من خطة الاستثمار في البلاد بحلول السنة المالية 2024/2025. ولذلك، فقد اتبعت مصر نهجًا صديقًا للبيئة في مشروعاتها ومبادراتها الاقتصادية في السنوات الأخيرة.

وفي هذا الصدد، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية (NISGP) في 7 أغسطس 2022، لتشجيع المشاركة الفعالة نحو مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة لمصر.

إن NISGP هو جهد تعاوني بين مختلف الجهات الحكومية يهدف إلى إبراز حلول مبتكرة في مجال الاستدامة ورفع الوعي المناخي بين المواطنين المصريين.

والخطوة الأخرى نحو الاقتصاد الأخضر هي إصدار السندات الخضراء، وهي أداة مالية مصممة لتمويل المشاريع التي تركز على المناخ أو البيئة.

وفي سبتمبر 2020، أطلقت وزارة المالية أول سندات خضراء سيادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقيمة 750 مليون دولار بأجل استحقاق مدته خمس سنوات وعائد 5.25%.

وفي الوقت نفسه، أطلقت وزارة التعاون الدولي مشروعًا وطنيًا متكاملاً للاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وهو برنامج الترابط بين المياه والغذاء والطاقة (NWFE).
ويهدف برنامج NWFE إلى جذب وحشد الجهود الدولية لتمويل مشروعات التحول الأخضر في الدولة المصرية.

ومع ذلك، لا تزال البلاد بحاجة إلى العمل على جوانب أخرى لتحقيق تحولها إلى الاقتصاد الأخضر.

يقول عاطف وليم أندراوس، حاصل على درجة الدكتوراه وأستاذ الاقتصاد العام والمالية والخبير الاقتصادي، لعرب فاينانس: “على الرغم من أن مصر تبذل جهودًا حثيثة نحو تخضير الأنشطة الاقتصادية، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب وقتًا وجهودًا وموارد مالية هائلة. وهذا يتطلب أيضًا تطبيق السياسات بما يحقق التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة الثلاثة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.”

ويوضح أندراوس أن “أحد الجوانب المتعلقة بتوظيف السياسات الحكومية وتطويعها لخدمة هذا الغرض هو ما يسمى بالإصلاح الضريبي الأخضر. ويسعى هذا الإصلاح إلى استخدام مزيج من تقرير الضريبة البيئية مع تخفيض في ضريبة الدخل أو ضريبة المبيعات أو ضريبة القيمة المضافة، بشرط أن يتم تمويل هذه التخفيضات من عائدات الضريبة البيئية.

 

التمويل والاستثمارات

يعد تأمين التمويل والاستثمارات أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق طموحات الاقتصاد الأخضر في البلاد. يقول أندراوس: “إن توفير التمويل الكافي للتحول إلى الاقتصاد الأخضر هو القضية الرئيسية التي تواجه التحول، بالنظر إلى أن الأموال هي المحرك الأساسي. وقد أعاقت ندرة الأموال المتاحة وتيرة هذا التحول”.

عملت وزارة التجارة والصناعة مع مشروع دعم كفاءة الطاقة والإدارة البيئية (STEP) لتشجيع ممارسات كفاءة الطاقة ودعم التحول إلى اقتصاد أكثر اخضرارًا.

كما طورت الحكومة إطارًا للتمويل المستدام عبر البنوك المصرية للتأكيد على دمج العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة.

بالإضافة إلى ذلك، اقترحت الحكومة ثلاث آليات مالية لدعم الاحتياجات الرأسمالية للشركات الصغيرة والمتوسطة الخضراء في مراحل العمل المختلفة، بما في ذلك المساعدة الفنية وعملية التوفيق، وتسهيل المنح الأولية، وتسهيل الضمان المرن. وتهدف هذه الخطوات إلى جذب الاستثمارات الخضراء.

التغلب على العقبات

ويواجه تحول مصر إلى الاقتصاد الأخضر تحديات كبيرة، بما في ذلك فجوات البيانات والمعلومات، والقدرة المؤسسية، ومشاركة القطاع الخاص، وفهم الجمهور وقبوله، وفقًا للجمل.

ومن أجل مواجهة هذه التحديات، يشير الجمل إلى أن مصر بحاجة إلى اتباع “نهج متعدد الجوانب، بما في ذلك تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة للوصول إلى التكنولوجيات الخضراء والتمويل”.

يوضح الجمل: “تحتاج مصر أيضًا إلى تمكين أطر السياسات التي تحفز الاستثمارات الخضراء، وتزيل حواجز السوق، ومواءمة اللوائح مع أهداف الاستدامة”.

علاوة على ذلك، يشير الجمل إلى أن البلاد يمكنها حل هذه التحديات من خلال “الاستثمار في التدريب والتعليم لتطوير القوى العاملة الماهرة للوظائف الخضراء وتعزيز القدرات المؤسسية، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي العام من خلال التعليم والحملات لخلق بيئة اجتماعية داعمة”. من أجل التغيير.”

ويمكن لمصر أن تضمن الانتقال الناجح إلى الاقتصاد الأخضر من خلال الابتكار. ويقول الجمل إن الابتكار يمكن أن يساعد في جذب المزيد من الاستثمارات إلى البلاد لأنه يعمل “كمحفز لنقل المعرفة وتسريع التقدم نحو الاقتصاد الأخضر”.

على الرغم من التحديات، تتجه مصر نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر. تعمل الدولة على تعزيز المشاريع الخضراء وإطلاق المبادرات الخضراء لتحقيق طموحاتها في الاقتصاد الأخضر. ومن خلال جذب المزيد من الاستثمارات وتنفيذ عدد من الإصلاحات الهائلة، تستطيع مصر أن تقود عملية انتقالية ناجحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري