قطاع التنقيب عن النفط في الكويت يستهدف تحقيق صافي صفر بحلول عام 2050
يشرع قطاع النفط في الكويت في مهمة طموحة لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، مما يشير إلى خروج كبير عن الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري. تنبع هذه المبادرة الجريئة من الوعي البيئي المتزايد في الصناعة وضرورة الممارسات المستدامة.
وفي حين أن الطريق نحو تحقيق صافي الصفر ينطوي على العديد من التحديات، فإن شركات النفط الكويتية تعمل بنشاط على استكشاف تقنيات وحلول متنوعة. وينصب التركيز الرئيسي على معالجة الانبعاثات الناجمة عن إحراق الغاز وحرق الغاز الطبيعي الزائد الناتج إلى جانب النفط. ويعتبر الاستثمار في التكنولوجيا لالتقاط واستخدام هذا الغاز خطوة محورية، حيث يوفر إمكانية تقليل الانبعاثات بشكل كبير مع خلق مصادر طاقة قيمة أيضًا.
تعد الكهرباء جانبًا مهمًا آخر من خارطة طريق القطاع للوصول إلى صافي الصفر. إن استبدال المعدات التي تعمل بالغاز ببدائل كهربائية لا يساهم في تقليل الانبعاثات فحسب، بل يعزز أيضًا جودة الهواء. وتتوافق هذه الخطوة الاستراتيجية مع الهدف الوطني الأوسع للكويت المتمثل في توليد 15% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
تبرز الطاقة المتجددة كمحور أساسي في رحلة الاستدامة في الكويت. وفي حين أن التقرير لم يسلط الضوء على ذلك بشكل صريح، فإن إمكانات الطاقة الشمسية في قطاع المنبع تبشر بالخير. إن استخدام الطاقة الشمسية في عمليات حقول النفط يمكن أن يقلل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية ويقلل الانبعاثات بشكل أكبر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم دمج مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الشبكة الوطنية في توفير مزيج طاقة أنظف للبلد بأكمله.
وبالذهاب إلى ما هو أبعد من الطاقة الشمسية، فإن استكشاف احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS) يوفر إمكانيات إضافية. ومن خلال احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن العمليات الصناعية وتخزينها بأمان تحت الأرض، تتمتع تقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه بالقدرة على التخفيف من الأثر البيئي لهذا القطاع.
على الرغم من أن المسار الكامل للوصول إلى صافي الصفر لا يزال قيد التطوير، إلا أن قطاع النفط الكويتي قد بدأ بشكل يستحق الثناء في هذه الرحلة التحويلية. إن تبني التقنيات المبتكرة، وتنويع محفظة الطاقة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وتعزيز التعاون مع أصحاب المصلحة، هي استراتيجيات رئيسية يمكن أن تمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة، يستفيد منه كل من القطاع والاقتصاد الأوسع. وتسلط الأفكار والتحليلات المقدمة في تقرير مجموعة أكسفورد للأعمال الضوء على هذه الخطوات المحورية التي اتخذتها صناعة النفط في الكويت.