تقاريرحقائق

هل مازالت وفرة النفط عائق أمام الطاقة المتجددة في المنطقة العربية؟

إن جائحة كرونا أعطت درس لملاك أسواق الطاقة حول العالم أنه لابد البحث عن بدائل خصوصا بعد أن تم تداول أسعار النفط بالسالب خلال شهر أبريل واقترب الغاز الطبيعي من أدنى مستوياته منذ 25 عامًا واستمرت تكلفة مصادر الطاقة المتجددة في الانخفاض.

إن هذا التغيير جدير بأن يجعل الدول المعتمدة على النفط للبحث عن مصادر استثمارية أخرى ولكن للاستثمار في تقنية معينة يجب معرفة أسواق الطاقة المتجددة وفتح الأسواق المحلية إلى الحد الذي يساعد المطوريين و أصحاب المشاريع للتدرج ومعرفة تحديات هذه التقنيات و إمكانية تطويرها.

لو قمنا بإلقاء نظرة سريعة على توليد الكهرباء بمصادر الطاقة المتجددة في مناطق مختلفة حول العالم (لعام 2018) لوجدنا أن منطقة الشرق الأوسط تعد أٌقل منطقة على مستوى العالم بتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة.

IEA, 2020 ©

كما هو واضح في الجدول أن آسيا استحوذت على معظم النمو في توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة لتصل إلى 40٪ من الإنتاج العالمي.  بينما تمتلك كل من أوروبا وأمريكا الشمالية حصة 20٪ تليها أمريكا الجنوبية (12٪) وأوراسيا (5٪).

الجدير بالذكر أنه دول آسيا سجلت أعلى نسبة توليد للكهرباء بالطاقة الشمسية 52٪ و طاقة الرياح بنسبة 35% من الإنتاج العالمي. و احتلت الهند والصين وأندونسيا المراكز الأولى وتفوقت على أوروبا. هذا بطبيعة الحال خلق أسواق استثمارية وصناعات محلية قوية في هذه البلدان خصوصا الصين وغيرها. حيث بلغ إجمالي الاستثمارات في أسواق الطاقة المتجددة حوالي 21 مليار دولار أمريكي في عام 2018 و مازالت هذه الأرقام في تزايد كبير الأمر الذي جعل بعض الشركات النفطية بالبدأ في الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة كشركة توتل وغيرها.

وبالرغم من أن منطقة الشرق الأوسط شكلت 1% من إجمالي التوليد على مستوى العالم في 2018 لكن هناك دول عربية شهدت نمو واضح في توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة في الفترة الأخيرة. فعلى سبيل المثال حسب التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة و EMPER في عام 2020 والذي أشار أن الأردن احتلت المرتبه الأولى والإمارات المرتبة الثانية واليمن المرتبة الثالثة كأعلى دول منتجة للكهرباء بالطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط في عام 2019. بينما سجلت دول عربية أعلى نسبة توليد للكهرباء من طاقة الشمس والرياح في أفريقيا في عام 2019 حيث احتلت موريتانيا المرتبة الأولى بمعدل 24٪ من إجمالي التوليد من طاقة الرياح و الطاقة الشمسية  و المغرب المرتبة الثانية بنسبة 17٪ أما مصر كانت الأسرع نمو محتلة المرتبة الخامسة 4٪.

 EMPER, 2020 ©

ختاما

رأي الكاتب

إنه من الصعب للمنطقة العربية التحول السريع نحو الطاقات المتجددة للحد من انبعاثات غازات الإحتباس الحراري كونها تصدر أكثر من نصف النفط العالمي. ولكن يجب أن نعلم جميعا أن سوق الطاقة المتجددة سيكون هو الأقوى مستقبلا وهو سوق واعد بلا شك وسيخلق فائزين وخاسرين في الاقتصاد الوطني ( قطاع النفط والغاز و غيره). فلذلك يجب أخذ هؤلاء الرابحين والخاسرين بعين الإعتبار بعناية شديدة و بطريقة تتناسب مع الوضع الاقتصادي والسياسي الوطني لكل بلد بوضع خطط مستقبلية طويلة المدى كي نصل جميعا إلى بر الأمان في المستقبل.

مصادر التقارير للمطالعة:

https://www.irena.org/

https://ember-climate.org/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري