ماحقيقة فشل طاقة الرياح في تكساس ؟
ولأن الشائعات يستطيع الإعلام تحويلها إلى حقائق وجب تناول الأمور بالتفصيل عن أحداث تكساس في هذه المقالة والذي ستتناول بالتفصيل أسباب انقطاع الكهرباء في تكساس لكشف الهجوم غير المبرر على طاقة الرياح في وسائل الإعلام العالمية. حيث تعد هذه الواقعة مثال عملي للمهتمين بالشبكات والتوليد المركزي.
حقيقة فشل طاقة الرياح وأحداث تكساس
هبت موجة برد شديدة من القطب الشمالي على معظم مناطق وسط الولايات المتحدة في منتصف شهر فبراير عام 2021م مما تسبب في برودة و انخفاض غير مسبوق في درجات الحرارة في العديد من الولايات. حيث صرحت بعض المصادر أن هذا الطقس كان الأكثر برودة منذ أكثر من 30 عامًا مع وصول درجات الحرارة إلى أرقام قياسية ( ما بين -2 درجة مئوية و -22 درجة مئوية.) في بعض المناطق والذي لم تشهدها البلاد منذ قرن من الزمان. ولكن تأثرت ولاية تكساس على وجه الخصوص بشدة حيث شهدت انقطاع لتيار الكهربائي في الولاية عن ملايين السكان مما أدى إلى خسائر فادحة.
سببت هذه الكارثة موجة من ردود الأفعال الإعلامية عن عجز قطاع الطاقة في الدولة عن مواجهة مثل هذه الكوراث. ولكن كالعادة في ضل أي حدث كل جهة تبحث عن مصلحتها فلذلك سارعت وسائل الإعلام اليمينية والسياسيون المعارضون لطاقة المتجددة أو مايسمى (بلوبي النفط) بإلقاء اللوم على طاقة الرياح و تم الترويج على أن سبب انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع هو تجمد توربينات الرياح و التي عجزت عن العمل في هذه الظروف المناخية القاسية مما أدى إلى خروج منظومة التوليد في الولاية بالكامل عن الخدمة. ونشرت بعض الصور القديمة على أنها صور حديثة من تكساس. و للأسف نجحت هذه الشائعة في التوسع ولقت قبول كثير داخل الولايات المتحدة وخارجها.
لكن فهل فعلا كانت محطات الرياح هي السبب ؟ وهل الإعتماد عليها قد يؤدي إلى تكرار هذه الكوراث مرة أخرى وفي بلدان مختلفة ؟
في حقيقة الأمر في هذا المقال سنتكلم بالتفصيل عن هذا الأمر و سنرد على هذه الشائعات و التي تدل على أن المشكلة الأساسية في هذا الإنقاطع الكامل لمنظومة التوليد هو مرتبط بأوجه القصور في البنية التحتية لمصادر التوليد من الوقود الأحفوري.
بداية أن موجة البرد القارصة التي شهدتها ولاية تكساس أجبرت مشغلي الشبكة في الولاية على فرض انقطاع التيار الكهربائي “بسبب ارتفاع الطلب على الطاقة” مما سبب في ترك أربعة ملايين من تكساس بدون كهرباء. بالإضافة إلى أن العجز في القدرة التوليدة مع هذا الطلب الكبير و الغير متوقع سبب في عدم توفر الطاقة اللازمة لتشغيل محطات معالجة المياة مما أدى إلى انقطاع مياة الشرب عن حوالي سبعة ملايين من سكان تكساس.
ماهي الأٍسباب و التراكمات التي أدت لفصل الشبكة ؟
أن الظروف المناخية التي عاشتها الولاية أثرت بشكل كبير ليس فقط على انقطاع الكهرباء ولكن على مصادر إنتاج الوقود الأحفوري ككل. بالإضافة إلى ذلك اداء الإنخفاض الشديد في درجات الحرارة إلى زيادة غير متوقعة على الكهرباء بسبب تشغيل التدفئة في جميع المباني وهو الأمر الذي جعل سعر الكهرباء يرتفع بشكل خيالي حيث وصل إلى أكثر من 10،000٪.
أن العامل الرئيسي وراء خروج الشبكة بالكامل هو تجمد بعض الأجهزة في منشآت المحطات التي تعمل بالغاز الطبيعي والفحم وحتى المنشآت النووية. و وفقًا لصحيفة تكساس تريبيون التي ذكرت أن السبب الرئيسي لإنقطاع التيار هو أن بعض المعدات في المنشآت الغازية لم تكن مصممة لتحمل درجات الحرارة المنخفضة أثناء الإنتاج الأمر الذي فاقم المشكلة و عرض الآبار الصخرية لما يسمى بالتجميد. فلذك يمكن القول هنا أن سبب إنقطاع التيار الكهربائي عن الولاية بالكامل هو أنه حدث خطأ في كل شيء و في وقت واحد.
و وفقًا للإندبندنت فإن فقط 12 جيجاوات من إجمالي طاقة الرياح البالغة 25 جيجاوات في الولاية فقط هي التي تجمدت. علاوة على ذلك الرياح لم تشكل إلا 25٪ من مزيج الطاقة في الولاية في وقت الانقطاع. وكان توقف الرياح يمثل أقل من 13٪ من إجمالي الإنقطاعات التي شوهدت في جميع أنحاء ولاية تكساس. (الرقم 25٪ يشير إلى توليد الطاقة وليس الطاقة الإجمالية).
و لأن شبكة تكساس معزولة بشكل ملحوظ عن بقية الولايات المتحدة ، فلا يمكنها طلب المساعدة من الولايات المجاورة وهنا يكون مربط الفرس.
نشرت صحيفة The Hill مقالاً بعنوان “خمسة أشياء يجب معرفتها عن شبكة الكهرباء الغير مستقرة في تكساس” ، مشيرةً إلى أنها لا تخضع بشكل كامل للقوانين الفيدرالية وهي غير مجهزة إلى حد كبير للتعامل مع درجات الحرارة المنخفضة.
والجدير بالذكر أنه قد حدثت واقعة مشابه في 2011 وحينها حذر المختصون من أن محطات توليد الكهرباء في تكساس لا يمكن الإعتماد عليها لتوليد الكهرباء بشكل موثوق في الطقس البارد القارس.
وهذه هي مجمل الحكاية عن أحداث تكساس حتى لايزور التاريخ و لا ينجح المعاديين لمصادر الطاقة المتجددة في تشويهها أمام الشارع وصناع القرار. ومن خلال متباعتي وجدت أنه للأسف وقع كثير من الناشطين ومحاربي الطاقة المتجددة الذين مازالوا يؤمنون على أن الطاقة المتجددة حيلة وأن تغيير المناخ هي مؤامرة تحاك. فلذلك وجب التوضيح والتبيين هذا اللغط الذي صار حول طاقة الرياح والذي ترك صورة ذهنية سيئة عن طاقة الرياح عند الكثيرين.
وللأسف وقع البعض في عالمنا العربي في الفخ حيث لم تستند هذه الإنتقادات لطاقة الرياح على أسباب علمية واقعية. ومثال بسيط هي هذه الصورة تم التقاطها في 2016م ولكن للأسف تم تداولها على أنها من تكساس ليتم تبيين فشل طاقة الرياح.
صورة تم تداولها على أساس أنها حدثت في تكساس وفي الحقيقة هي صورة قديمة في عام 2016
لقراءة مزيد من التفاصيل يمكنك مطالعة المقالة التي فصل الأحداث بشكل علمي و واقعي
رابط المقالة