أخبارالهيدروجين وتخزين الطاقةتقارير

تقرير جديد عن مستقبل الهيدروجين الأخضر و امكانية دخوله للمنافسة في أسواق الطاقة

اصدرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) تقرير شامل ومفصل عن دور الجغرافيا السياسية في الكثير من البلدان في نجاح أو فشل التحول نحو الهيدروجين الأخضر.

وأشار التقرير إلى أن معظم البلدان حول العالم بدأت بالفعل في عمل خطط واستراتيجيات وإعداد نفسها لتكون مصدراً للهيدروجين بحلول عام 2050. حيث أفاد الاستبيان في التقرير أن أكثر من 50٪ من الدول تفضل استخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين. بينما ماتزال هناك قرابة 40٪ من الدول محايده؛ وفي المقابل فقط أقل من 5٪ من البلدان تتطلع للاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري لكن مع تطوير تقنية احتجاز الكربون وتخزينه (CCS).

وحسب النتائج فإنه من المتوقع أن يكون الاستخدام الرئيسي للهيدروجين في قطاع النقل بجميع أشكاله – البري والجوي والبحري فحين يرى البعض أن الهيدروجين سيمكن كذلك استخدامه في الحفاظ على استقرار الشبكة الكهربائية في التخزين  و في بعض التطبيقات الصناعية.

إن هذه التطلعات والتطبيقات المستقبلية للهيدروجين الأخضر ستخلق علاقات تجارية خارجية بين الدول على المستوى الأقليمي والمستوى الدولي كونها ستغير قواعد اللعبة في أسواق الطاقة التقليدية للوقود الأحفوري والغاز الطبيعي. وقد توقع  60٪ من المشاركين في الاستبيان الذي قامت به الدراسة أن هناك تغييرات في أنماط تجارة الطاقة قد تحدث على مستوى العالم مما سيؤدي إلى تحولات في القوة الوطنية والإقليمية. ولكن من المحتمل جدًا أن تنتقل الصناعة كثيفة الطاقة إلى مناطق إنتاج الطاقة غير المكلفة.

وبالرغم من ذلك فإن الدراسة قد حددت أهم السياسات والاستراتيجيات اللازمة للتغلب على تحديات إنتاج الهيدروجين وأهمها التكاليف المرتفعة و الافتقار إلى البنية التحتية المخصصة لذلك. حيث من المتوقع أن يتم نقل الهيدروجين عن طريق خط الأنابيب (كل من خطوط أنابيب الغاز التي تم تجديدها أو التي تم بنائها حديثا بشكل خاص) ، وكذلك عن طريق السفن بشكل أساسي مثل الأمونيا.

وفي المقابل قد حدد التقرير أهم المقومات التي قد تجعل البلدان رائدة في انتاج الهيدروجين حيث كان أهمها: امتلاك موقع استراتيجي يتمتع بموارد عالية من مصادر الطاقة المتجددة ، و جود مساحات شاسعة من الأراضي المتاحة لبناء محطات الطاقة المتجددة، وأن تكون هذه الدول قريبة من الأسواق ، و تمتلك مواقع قريبة من حركة وخطوط الملاحة البحرية. ناهيك أن تكون هذه الدول لديهم دعم حكومي قوي ، واستقرار سياسي ، وبنية تحتية قائمة ، وتوفر بيئة مشجعة للاستثمار.

في حين تعد أكبر المخاطر التي تواجه تحقيق التحول نحو وقود الهيدروجين بحلول عام 2050 هي التكلفة المرتفعة للإنتاج، عدم كفاية مصادر الطاقة المتجددة ، وعدم وجود مناخ استثماري مستقر.

وقد تتسائل عزيزي القارئ عن ما هي أفضل البلدان التي ستكسب هذا التحول نحو الهيدرجين الأخضر؟

قد حدد التقرير المراكز الخمسة الأولى على النحو التالي: أستراليا ، وتشيلي ، والمملكة العربية السعودية ، والمغرب ، والولايات المتحدة الأمريكية.

للمطالعة وتحميل التقرير مجانا من موقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة

A New World: The Geopolitics of the Energy Transformation

د. عبدالرحمن بابريك

باحث أكاديمي واستشاري في الطاقة المتجددة. مهتم بالإبتكار والبحث العلمي ونشر الوعي في مجال الطاقة المتجددة في العالم العربي. حاصل على الدكتوراة في مجال التوليد مع مرتبة الشرف و درجة باحث- مدرس في مجال أجهزة وأنظمة التقنيات البصرية والحيوية - روسيا الاتحادية. حاصل على خمس براءت اختراع. و أكمل الماجستير في مجال التوليد باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. قدم العديد من الاستشارات الأكاديمية والهندسية في مجال الطاقة المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري