اخر الأبحاثالطاقة الشمسيةحقائق

هل نحتاج إلى معايير أكثر صرامة لاختيار مواقع بناء محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية خاصة مع تغيير المناخ!

قام مجموعة من الباحثين بتحليل نماذج أكثر صرامة لاختيار مواقع محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية بسبب زيادة التطرف في تغيير المناخ. حيث ركز الباحثين على اعتبار العديد من العوامل أهمها مخاطر تعرض المواقع للفيضانات والتعرية على مواقع مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية. 

وأكد الباحثين أن المناطق المعزولة عن مجاري السيول ومجاري المياه مازالت تعتبر غير امنة لاختيارها لبناء مشاريع الطاقة الشمية كونها تعتبر معرضة لمخاطر الفيضانات والتعرية ، خاصة و أن تحديد مسافة معينة من السدود لا يزال يفتقر حاليًا إلى أساس علمي.

وأِشار الباحثون إلى أنهم قاموا بمراجعة الدراسات و المقالات المتعلقة باختيار الموقع الأمثل لبناء محطات الطاقة الكهروضوئية ، ولكنهم وجدوا أن هناك تجاهل لعامل الفيضانات في أغلب المتطلبات و المعايير  أو أنه عند ذكرها يتم تناولها بشكل بسيط ودون الخوض في التفاصيل. و على الرغم من أن بعض الدراسات السابقة اقترحت أن تكون المواقع يجب أن تكون معزولة عن مصادر المياه والسدود والبحيرات ومجاري السيول بمسافة تتراوح من 100 متر إلى 1000 متر لتجنب الأضرار المحتملة، لكنهم اعتبروا هذا النهج غير دقيق إلى حد ما. مبررين ذلك بأن تزايد حدوث الظواهر الهيدرولوجية المتطرفة في السنوات الأخيرة ، يجعل من الضروري اعتماد نهج أكثر صرامة لهذا العامل.

 ومن أجل ذلك قام الباحثون باستخدام طريقة التقييم الكمي لمخاطر الفيضانات المحتملة بالقرب من محطات الطاقة الشمسية المخطط لها و قاموا بإنشاء ستة مستويات أو أنواع من الفيضانات المحتملة معتمدين عدة عوامل منها عمق التدفق وسرعة الفيضان ونسبة تدفق الأمطار ، وحساسية التربة للتآكل، والخصائص الطبوغرافية وغيرها من العوامل التي تؤثر على سلامة هياكل التثبيت لمحطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية. ومن بين الستة الأنواع حددو ثلاثة منها غير آمنة.

و من أجل القيام بعملية تقييم العوامل المختلفة وتحليلها بطريقة أكثر دقة ، استخدم الباحثون عملية التسلسل الهرمي التحليلي (AHP) ، وهي تقنية لصنع القرار تعتمد على التحليل الهرمي لتنظيم معايير القرار وتحديد أولوياتها.

تعتبر مثل هذه الدراسات مثيرة للاهتمام كونه لم يتم تناول هذه العوامل والمتعلقة بعمل سيناريوهات لحدوث الفيضانات و السيول في الموقع مع مرور الوقت. في الغالب نقوم باحتساب عدة عوامل لاختيار مواقع بناء محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نتناولها في بعض برامجنا التدريبية (انقر هنا) لكن لم يكن هناك مسافات محددة ومدروسة ومفصلة تبين مقدار المناسبة للموقع مقارنة بطبيعة النشاط الهيدرولوجي المحتمل. خاصة مع التغيرات المناخية الحاصلة و التي تشكل مزيد من الصعوبات خلال عملية التحليل و التقييم لاختيار المواقع البعيدة عن مخاطر التقلبات المناخية.  

ومن المهم الإشارة إلى أن إنشاء مجاري لتصريف المياه يعتبر أمراً بالغ في الأهمية خاصة إذا كان هناك نسبة تفاوت في سطح الموقع أو وجود منحنيات في الأرض المختارة لبناء محطة الطاقة الشمسية.

للاطلاع على الدراسة يمكنكم عبر الرابط 

Exploring flood and erosion risk indices for optimal solar PV site selection and assessing the influence of topographic resolution

 

د. عبدالرحمن بابريك

باحث أكاديمي واستشاري في الطاقة المتجددة. مهتم بالإبتكار والبحث العلمي ونشر الوعي في مجال الطاقة المتجددة في العالم العربي. حاصل على الدكتوراة في مجال التوليد مع مرتبة الشرف و درجة باحث- مدرس في مجال أجهزة وأنظمة التقنيات البصرية والحيوية - روسيا الاتحادية. حاصل على خمس براءت اختراع. و أكمل الماجستير في مجال التوليد باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. قدم العديد من الاستشارات الأكاديمية والهندسية في مجال الطاقة المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري